موضوع رئيسي

وضع نهاية لمشكلة مدافن النفايات المكشوفة: تحسين حياة جامعي النفايات

11/08/2013


Image

مدافن النفايات غير المنظمة تؤثر على الصحة العامة والبيئة. مشروع للبنك الدولي يشمل بناء أول مدفن للقمامة في الضفة الغربية يدار بطريقة مهنية على مستوى المنطقة.

سيناتا فيرغارا/البنك الدولي

نقاط رئيسية
  • مشروع للبنك الدولي/مؤسسة التمويل الدولية حاليا يشمل بناء أول مدفن للقمامة في الضفة الغربية يدار بطريقة مهنية على مستوى المنطقة.
  • سوف يستفيد من هذا المرفق الجديد 800 ألف فلسطيني، أي ما يعادل نحو ثلث سكان الضفة الغربية.
  • المشروع من أول مشاريع مدافن النفايات التي تستخدم سياسة المعونات المستندة إلى النواتج.

أغلبنا لا يرهق نفسه بالتفكير في مصير النفايات التي نخلفها، ولكن في أفقر منطقتين بالضفة الغربية، أصبحت القمامة تمثل مشكلة للصحة العامة.

فقد ظلت النفايات لسنوات عديدة تدفن في مناطق مكشوفة. وجلبت الآفات، في الوقت الذي تتعرض فيه أكوام القمامة إلى اشتعال الحرائق فيها من آن لآخر. وقالت سينتانا فيرجارا، مهندسة شؤون البيئة لدى مجموعة البنك الدولي "بالفعل كانت تشكل خطرا على الصحة العامة والبيئة. فقد كانت معدلات جمع القمامة أقل من المعدل المثالي. ولم تكن البلديات المنوط بها جمع القمامة قادرة على تحصيل رسم جيد مقابل ذلك، لأن الناس لم تكن تحصل على خدمة جيدة، فضلا عن إحجامهم عن الدفع. لقد كانت دائرة مفرغة".

ويعكف فريق من البنك الدولي/مؤسسة التمويل الدولية حاليا على العمل مع محافظات بيت لحم والخليل لكسر هذه الدائرة من خلال بناء أول مدفن للقمامة في الضفة الغربية يدار بطريقة مهنية على مستوى المنطقة. وسيستفيد من هذا المرفق الجديد 800 ألف فلسطيني، أي ما يعادل نحو ثلث سكان الضفة الغربية.

وقالت كارمن نوناي، مديرة الشراكة العالمية للمعونات المرتبطة بالنواتج ((GPOBA التي تعمم المعونات المستندة إلى النواتج في مشاريع البنك الدولي " هذا من أول مشاريع مدافن النفايات التي تستخدم سياسة المعونات المستندة إلى النواتج". فالمساعدات المستندة إلى النتائج تتيح للفقراء الحصول على الخدمات الأساسية التي لا يستطيعون إليها سبيلا، مع ربط الدعم بتوصيل الخدمة".

 "ولمساعدة البلديات على استخدام المدافن، ينبغي أن تكون في متناول الجميع"، حسبما أضافت. "فإذا تمكنت البلديات من تحسين الخدمة بطريقة يمكن قياسها، فإنها تحصل على الدعم الذي يقدم في رسم الخدمة بمدفن النفايات".

بدورها، قالت زبيدة علاوة، المديرة بالبنك الدولي، "إنه ابتكار هائل. فهو يزيد بشكل حقيقي احتمالات النجاح من خلال تقديم حوافز مضمونة الاستخدام".

التأثير البشري الآخر

إقامة مدفن إقليمي وصحي يدار بطريقة مهنية له فوائد بيئية وآثار إيجابية على الصحة العامة. إلا أن العملية تتطلب أيضا إغلاق العشرات من المدافن الصغيرة والعشوائية المتناثرة في أرجاء مختلفة من الضفة الغربية الجنوبية حيث يبحث الناس عن قوت يومهم بين القمامة إذ ينقبون عن النفايات المعدنية والبلاستيكية أو أي شيء له قيمة ويمكن أن يباع .

والتقى فريق المشروع مع العمال غير الرسميين والذين يعرفون "بجامعي النفايات". وخرجوا معا بتوجه يمكن من خلاله لجامعي النفايات أن يضعوا تصورا لمستقبلهم. وأدار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية، مشروع كسب الرزق وتشاور مع نحو 85 من "جامعي النفايات" لوضع خطط فردية طويلة الأمد لكسب الرزق.


" حشدنا المجتمعات، وجئنا بالمانحين تحت مظلة واحدة، والأهم هو أننا أقمنا ذلك حول أولويات الحكومات الوطنية والمحلية - وهذا جزء من استراتيجية السلطة الفلسطينية في إدارة النفايات الصلبة. "

إبراهيم الدجاني

مهندس شؤون البيئة الذي قاد فريق البنك الدولي

وقال أحدهم إنه يود العمل مع أخيه وبوسعه أن يزيد من كفاءة أدائه إذا عمل بمحل قطع الأحجار مع أخيه لو أنه تمكن من تملك ماكينة لقطع الأحجار. واشترى له المشروع الماكينة. واختار آخرون البقاء في العمل في مجال جمع النفايات ليواصلوا العمل، على سبيل المثال، في المركز الحديث لإعادة تدوير النفايات. وحصل أحدهم على منحة جامعية وانتهى به المطاف في المركز الأول بين الدارسين في فصله.

ويحكي إبراهيم الدجاني، مهندس شؤون البيئة الذي قاد فريق البنك الدولي، عن رجل أراد أن يلتحق بنشاط إجراء المسوح الذي يزاوله صهره إلا أنه لا يملك التجهيزات الحديثة لممارسة هذا النشاط.

وقال دجاني "عندما عدنا للحديث معه، كان قد التحق بصهره. ولم يكن يكسب في عمله الجديد أكثر مما كان يجني من جمع القمامة، لكنه قال: ’أنظر إلي الآن. إنني نظيف وفي صحة أفضل’. وقد أثر كلامه في الجميع".

تشكيل فريق عمل

حشد المشروع فريقا متنوعا ومتعدد الأوجه حيث جاء كل منهم بخبرته، منهم- على سبيل المثال لا الحصر - البنك الدولي، مؤسسة التمويل الدولية، الشراكة العالمية للمعونة المستندة إلى النتائج، الاتحاد الأوروبي، بنك التنمية الإسلامية، المؤسسة الإيطالية للتعاون، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

 وقال دجاني "حشدنا المجتمعات، وجئنا بالمانحين تحت مظلة واحدة، والأهم هو أننا أقمنا ذلك حول أولويات الحكومات الوطنية والمحلية - وهذا جزء من استراتيجية السلطة الفلسطينية في إدارة النفايات الصلبة".

وقد انتهج الفريق توجها شاملا نحو مشكلة النفايات الصلبة في الضفة الغربية، مطورا كل خطوة في سلسلة إدارة النفايات الصلبة.

وكان أول طلب للنشاط هو تشكيل مجلس خدمات مشترك يتألف من ممثلين عن 33 بلدية لإدارة برنامج النفايات على المستوى الإقليمي. وتلا ذلك تحسينات واسعة النطاق للبنية الأساسية، والاستثمار في مدفن صحي حيث يمكن نقل النفايات إلى موقع واحد يدار بطريقة مهنية بدلا من عشرات المدافن الصغيرة والعشوائية المكشوفة. كما تضمن المشروع استثمارات لإعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى سماد.

وبدعم من المؤسسة الدولية للتمويل، تم الاستعانة بشركة خاصة لتشغيل أول مدفن للنفايات يدار بطريقة مهنية في الضفة الغربية.

قوة الإدارة وقوة الفكر

لدى دجاني نظرية مفادها أن أنجح المشاريع الإنمائية لها أبطال سياسيون وفنيون. فالأبطال السياسيون يوفرون قوة الإرادة اللازمة للدفع قدما بالمشروع، بينما يأتي الأبطال الفنيون بالتكنولوجيا.

وقد وجد كليهما في محافظتي بيت لحم والخليل.

وقال "كنا محظوظين في العثور على أناس لديهم بالفعل الرغبة في تغيير الطريقة التي تدار بها الأمور إلى الأفضل. وقد تمكنا من تحديد الكفاءات الفنية القادرة على إدارة مجلس الخدمات المشترك. بدون هؤلاء الأذكياء المخلصين والمتفانين لم يكن من الممكن على الإطلاق تحقيق ذلك."

مع استمرار دعم الشراكة العالمية للمعونة المستندة إلى النتائج على مدى أربع سنوات، سيعمل فريق مجموعة البنك الدولي على تقديم المساندة للحفاظ على قوة المؤسسات.

وقالت فيرجارا "نحن نتحدث عن دولة هشة، مكان يواجه تحديا سياسيا كبيرا. لكن الحكومات المحلية والشعب الفلسطيني يحتاجون إلى هذا المشروع بشدة. فأنت ترى قوة العقل وقوة الإرادة تتجسدان معا بطريقة ملهمة حقا".

ويبدي دجاني نفس القدر من التفاؤل. فهو يشعر بالحماس بفضل تشجيع المجتمعات المحلية للمشروع والدفع المتواصل لإشراك المستفيدين.

وقال "أنشأ مجلس الخدمات المشترك صفحة على فيسبوك للتواصل مع الناس وتلقي آرائهم. والآن يعكف على وضع خطة للمعلومات والاتصالات التكنولوجية تتيح للمواطنين أن يبعثوا إليه برسائل إلكترونية إذا امتلأ المدفن، على سبيل المثال، وبات يحتاج إلى تفريغ. فهذا سيساعد المجلس على إخطار المواطنين بتوقف الخدمة أو تأخيرها، كما سيساعد على تلقي آراء المواطنين عن درجة رضاهم عن هذه الخدمة. وليست المجتمعات المحلية مشاركة فقط في هذه الخدمة، بل إنها مستمرة في الابتكار والتحرك قدما".


Api
Api

أهلا بك