انتعاش السياحة يدفع عجلة النمو المحلي ويوفر الوظائف
ركز المشروع المتكامل للتنمية الحضرية والسياحية على ترميم 12 موقعاً سياحياً رئيسياً، مثل سوق قافا، والممشى في ساراندا، بالإضافة تسهيل طرق الوصول إلى قلاع بيرات وبورشي وغيروكاسترا وكانينا. وتم تطوير نحو 200 ألف متر مربع من الساحات العامة، شملت إصلاح الشوارع المرصوفة بالحصى ورصف الطرق وتطوير الساحات ووضع اللافتات والأرصفة والإنارة والمسارات الجديدة والمقاعد والمنحدرات ونقاط الاستعلامات للزوار.
ويشهد النشاط السياحي حاليًا ازدهارًا ملحوظًا. فوفقًا للمعهد الوطني للإحصاء، سجلت ألبانيا زيادة بواقع 82% في أعداد السياحة الوافدة في عام 2024 مقارنة بعام 2019. أما في جنوب ألبانيا، فتبدو الأرقام أكثر لفتًا للنظر، حيث شهدت مدينة بيرات زيادة في عدد السياح تقارب أربعة أضعافها خلال الفترة نفسها، فيما استقبلت غيروكاسترا ما يقرب من ستة أضعاف عدد السياح.
لقد حفز تدفق السياح، الذي شجعته الجهود التي يقودها القطاع العام، على زيادة استثمارات القطاع الخاص. كما أن ريادة الأعمال المحلية تمر بفترة ازدهار، حيث تقوم العائلات بتحويل منازلها التاريخية إلى نزل فندقية، (مبيت وإفطار)، وإطلاق تجارب طهي وأنشطة ثقافية فريدة، فضلاً عن الاستثمار في بنية تحتية جديدة مثل مسارات المشي وركوب الدراجات، والحافلات الكهربائية، والقوارب، وقريباً خطوط الانزلاق بالحبال، مما يدفع عجلة النمو في مجالات معينة مثل سياحة المغامرات والترفيه في الأماكن المفتوحة. ومنذ بدء تنفيذ المشروع المتكامل للتنمية الحضرية والسياحية في عام 2019، تضاعف عدد المشاريع المرتبطة بالسياحة في المنطقة التي يغطيها المشروع بأكثر من الضعف.
وتؤدي هذه المنظومة المتنامية للمبادرات الخاصة إلى إطالة الموسم السياحي في جنوب ألبانيا، وتنويع مصادر الدخل لسكانها، فضلاً عن تحويل المواقع التراثية التي تم ترميمها إلى مراكز اقتصادية نابضة بالحياة. وعلقت رودينا ليتشاج التي تعمل في مجال تنظيم الرحلات السياحية في المدينة على ذلك بقولها: "اعتدنا أن نستقبل السياح في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب فقط. والآن تأتي الوفود السياحية إلى ساراندا طوال العام."
كان هذا النشاط الاقتصادي سبباً في حدوث تحول جذري في سوق العمل بجنوب ألبانيا، لا سيما في قطاعات مثل الضيافة والسياحة والنقل. والأهم من ذلك أن هذا النمو يتسم بشمول الجميع، حيث يشغل أكثر من نصف الوظائف الجديدة التي تم توفيرها أشخاص غالباً ما يتم استبعادهم من سوق العمل، مثل النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة.