Skip to Main Navigation

اليمن عرض عام

كان اليمن منذ وقت بعيد، أحد أفقر البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو حاليًا يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم. فقد أسفر الصراع الذي بدأ في عام 2014، عن خسائرَ بشرية واقتصادية واجتماعية هائلة بالبلاد وشعبها. وفي الفترة من 2015 إلى 2022، شهدت البلاد انكماشًا هائلاً بنسبة 52% في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، مما ترك ثلثي السكان، أي حوالي 21.6 مليون يمني، في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

علاوة على ذلك، أدى الصراع الدائر إلى تفاقم تجزؤ البلاد إلى منطقتين اقتصاديتين متميزتين، تحكم كل منهما مجموعة فريدة من المؤسسات والسياسات، مما أدى إلى زيادة التفاوت فيما بينهما. وخلال عام 2022، أعطت هدنة رسمية برعاية الأمم المتحدة بارقة أمل، وعلى الرغم من انتهائها في أكتوبر/تشرين الأول، فقد صمدت الهدنة غير الرسمية، لكن الوضع تفاقم عام 2023 بسبب الحصار الذي فرضه الحوثيون على صادرات النفط. ويؤثر هذا الحصار بشدة على توفر السيولة بالعملات الأجنبية، كما يفاقم الصعوبات الاقتصادية القائمة، ومنها وضع المالية العامة للحكومة المعترف بها دوليًا. وانخفض سعر الصرف إلى أدنى مستوياته تاريخيًا في سوق عدن، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، على الرغم من التراجع الذي شهدته أسعار السلع الأولية على مستوى العالم. أضف إلى ذلك أن الاعتماد على تحويلات المغتربين وتدفق المعونات، إلى جانب قابلية التأثر بتغير المناخ، يترك اليمن عرضة للعوامل الخارجية.

وفي مواجهة الفقر المتصاعد وانعدام الأمن الغذائي المتزايد، تلجأ العديد من الأسر اليمنية حاليًا إلى بعض التدابير القاسية، بعد أن استنفدت شبكات الأمان التقليدية. ومنذ بداية الصراع، أدى الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية، لا سيما المواد الغذائية، إلى دفع انعدام الأمن الغذائي إلى صدارة المخاوف في اليمن. وفي الوقت الحاضر، يواجه أكثر من 17 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.5 ملايين يعانون سوء التغذية الحاد. وفي الوقت نفسه، يعاني نحو 18 مليون يمني نقص مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي التي يمكن الاعتماد عليها. ونتيجة لذلك، يواجه اليمن تكرار تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها؛ مثل الكوليرا والدفتيريا والحصباء وحمى الضنك. وكشف مسح استقصائي أجري عبر الهاتف المحمول في عام 2023، أنه في ظل محدودية الخيارات القابلة للتطبيق للتغلب على الصدمات السلبية، تلجأ الأسر اليمنية حاليًا إلى آليات تكيف ضارة؛ مثل إخراج الأطفال من المدارس (33% من العينة)، أو الانخراط في أعمال غير مستقرة وعالية المخاطر (19% من العينة).

وبالنظر إلى المستقبل، فبينما لا تزال آفاق اليمن يشوبها عدم اليقين بسبب القيود المفروضة على تصدير النفط والمفاوضات السياسية الجارية، فإن هدنة دائمة أو اتفاق سلام يمكن أن يعزز الاقتصاد اليمني بسرعة. وباستخدام بيانات ابتكارية عن انبعاثات الأضواء الليلية لتقييم النشاط الاقتصادي خلال الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022، يوضح أحدث تقرير للمرصد الاقتصادي لليمن، الذي يصدره البنك الدولي، أن النشاط الاقتصادي ارتفع بشكل ملحوظ خلال تلك الفترة. وعلى المدى الأطول، يتوقف تحقيق الرخاء في اليمن على حل النزاعات السياسية التي مزقت اقتصاده. وسيكون التوصل إلى تسوية سلمية وعادلة تعالج العوائق الاقتصادية والمظالم المرتبطة بالصراع والقضايا الهيكلية أمرًا بالغ الأهمية من أجل تحقيق التعافي والاستقرار الدائم في اليمن.

آخر تحديث: 2024/01/25

Image

طنا من أصناف الحبوب المحلية التقليدية المنقاة ذات الأولوية حصدها منتجون محليون بفضل مشروع الزراعة البعلية وتربية الثروة الحيوانية في اليمن

Image
معرض الصور
مزيد من الصور

تحت المجهر

موارد اضافية

للاتصال بمكتب البنك

واشنطن العاصمة