عُقد اجتماع المائدة المستديرة للمجتمع المدني مع المديرين التنفيذيين أثناء اجتماعات الربيع يوم الثلاثاء 8 أبريل/نيسان 2014. وتعقد هذه المناقشات بشان السياسة العامة منذ عام 2011، وتهدف إلى تعزيز حوار السياسات بشأن طائفة واسعة من القضايا بين المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي وممثلي منظمات المجتمع المدني الذين يحضرون اجتماعات الربيع والاجتماعات السنوية. وقد شارك فيها نحو 120 من ممثلي منظمات المجتمع المدني، جنباً إلى جنب مع 12 من المديرين التنفيذيين (أو المديرين المناوبين) ومستشاريهم من البلدان التالية: الجزائر والبرازيل وكندا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والكويت وهولندا والاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية وجزر سليمان وسويسرا والولايات المتحدة. وشملت الموضوعات التي تناولها الاجتماع: حقوق الإنسان، والمراجعة الجارية للإجراءات الوقائية، وإدراج الأقليات الجنسية، وآثار بعض المشاريع التي تمولها مجموعة البنك الدولي. ترأس اجتماع المائدة المستديرة السيد مرزا حسن (المدير التنفيذي الممثل لدولة الكويت وبلدان أخرى في الشرق الأوسط وعميد مجلس المديرين) وفيكتوريا تولي كوربوز (مديرة المركز العالمي لبحوث السياسات والتعليم الخاصة بالشعوب الأصلية في الفلبين/TEBTEBBA). وقد طُلب من اثنين من المحاورين تقديم تعليقات أولية: السيدة سارة أفيل (المدير التنفيذي المناوب الممثل للولايات المتحدة)، والسيد كولينز مجالاسي (المدير التنفيذي للمنتدى والشبكة الأفريقيين المعنيين بالديون والتنمية في زيمبابوي).
افتتح السيد حسن الاجتماع بالترحيب بالمشاركين، وتقديم المديرين التنفيذيين، والتأكيد على مدى أهمية هذا الحوار عن السياسة العامة لإطلاع المديرين التنفيذيين على المخاوف والأفكار من أجل تحسين فعالية التنمية الخاصة باستثمارات مجموعة البنك الدولي. وقدم عرضا بأحدث المستجدات عن الجهود التي تبذلها مكاتب المديرين التنفيذيين لتعزيز مواقعهم الإلكترونية استجابة لرسالة تم تلقيها من العديد من منظمات المجتمع المدني. كما أعلن أنه يتم إنشاء نافذة إلكترونية جديدة من شأنها أن تجعل من الأسهل بالنسبة لمكاتب المديرين التنفيذيين تبادل المعلومات عن موقف الموظفين والسياسات العامة. وتلته السيدة كوربوز بتوجيه الشكر للمديرين التنفيذيين على مشاركتهم وأعربت عن تقديرها لاستمرار ممارسة الاجتماع مع منظمات المجتمع المدني خلال اجتماعات الربيع والاجتماعات السنوية. وأشارت إلى أن مثل هذا التبادل الصريح للآراء والأفكار يساعد على تعزيز معارف وقدرات منظمات المجتمع المدني للعمل مع مجموعة البنك الدولي، فضلا عن تحسين دورها في تعزيز التنمية المستدامة على الصعيدين القطري والعالمي.
وتحدثت بعد ذلك السيدة أفيل وأكدت على أن الإطار الجديد لمشاركة المواطنين بمجموعة البنك الدولي يمثل أولوية رئيسية بالنسبة للمؤسسة كما أنه قادر على أن يكون أداة تحويلية من حيث تحسين نتائج التنمية وزيادة مساءلة الحكومات من جانب مواطنيها. كما تحدثت أيضاً عن الخطوات المهمة التي يجري اتخاذها لإصلاح مجموعة البنك الدولي من حيث الهيكل التنظيمي، ووضع الميزانيات، والتوظيف، من أجل تأهيله لوضع أفضل يمكنه من تحقيق الهدف المزدوج المتمثل في إنهاء الفقر وتعزيز الرخاء المشترك. وأشار السيد مجالاسي إلى أنه يعمل مع مجموعة البنك الدولي منذ سنوات عديدة، وقد لاحظ تحسناً مطرداً في نوعية الحوار مع المجتمع المدني، وكذلك مع بعض أدواته للمساءلة مثل هيئة التفتيش. وأشار إلى العديد من المشاريع الجارية في غواتيمالا والهند وكينيا التي تنظر إليها منظمات المجتمع المدني على أن لها تأثيرات سلبية على السكان المحليين والبيئة أو كليهما، وأعرب عن أمله في أن يسمح هذا الاجتماع بإجراء حوار مثمر عنها. وأكد أن منظمات المجتمع المدني ستهتم بتحسين فهما لكيفية استخدام مجموعة البنك الدولي لحوافز الموظفين لتعزيز تحسين النتائج وأثر الاتجاه المتزايد لمؤسسة التمويل الدولية للاستعانة بمؤسسات الوساطة المالية لتعزيز التنمية.
وعندما فُتح المجال للنقاش، أثار ممثلو منظمات المجتمع المدني عدداً من القضايا. وسأل العديد منهم المديرين التنفيذيين عن المراجعة الجارية للإجراءات التدخلية، وعما إذا كان البنك الدولي يعتزم دمج حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين في معاييره المحدثة. وسأل ممثل آخر من ممثلي منظمات المجتمع المدني عما إذا كانت معايير الإجراءات الوقائية المنقحة من شأنها أن تعزز عمل البنك الدولي في مجالات الحفاظ على الغابات وتغير المناخ في أماكن مثل اندونيسيا. وأثار العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني القضايا المتعلقة بالحصول على المياه والقدرة على تحمل التكاليف المرتبطة بمشاريع القطاع الخاص للمياه التي تمولها مؤسسة التمويل الدولية في الفلبين والهند. وسأل ناشط من المثليين عن الخطوات التي اتخذتها مجموعة البنك الدولي للتصدي للمستويات المتزايدة لرهاب المثلية في بعض البلدان، وعما إذا كانت المجموعة على استعداد لأن تشمل الأقليات الجنسية في سياساتها الخاصة بالاشتمال الاجتماعي. كما أثيرت عدة تساؤلات أيضاً حول سبب مواصلة مؤسسة التمويل الدولية لدعم التوسع في مشروع محطة تاتا موندرا لتوليد الكهرباء رغم أن هناك شواهد على وجود مخالفات لمعايير الأداء ومعاناة مجتمعات الصيد المحلية من التعرض للضرر.