Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي 04/22/2021

دعم جهود الحد من التلوث لحماية صحة المصريين وتحفيز الانتعاش الاقتصادي

Image

صورة لوسط المدينه بالقاهرة، مصر.

Photo © Dominic Chavez/World Bank


تشير دراسات حديثة، تبرز التأثير السلبي للتلوث على النمو، إلى أن التكلفة الاقتصادية السنوية لتلوث الهواء على الصحة في منطقة القاهرة الكبرى وحدها تبلغ حوالي 1.4% من إجمالي الناتج المحلي لمصر.

المواطنون الأصحاء هم حجر الزاوية في تنمية أي بلد، ويشكلون جزءا لا يتجزأ من النمو الاقتصادي المستدام. ونظراً للمخاطر الصحية العديدة الناجمة عن التلوث - من السرطان إلى أمراض الجهاز التنفسي، وكثير غيرها - فقد أصبح من المسلم به وبشكل متزايد أن التلوث يمثل عائقا أمام النمو والتنمية. وتهدف الجهود العالمية الحديثة الرامية إلى الحد من التلوث، من خلال مبادرات مثل أهداف التنمية المستدامة  واتفاق باريس، إلى وضع مبادئ توجيهية عالمية لمختلف البلدان من أجل الحد من التلوث. 

إن ضمان خفض مستويات التلوث أمر مهم للتعلم، وبناء المهارات، وإنتاجية الأفراد الذين يمكنهم المساهمة بنشاط في نمو اقتصاد بلدهم وأيضا إعادة بناء الاقتصاد في ضوء تداعيات جائحة فيروس كورونا.

وقد بدأت مصر استراتيجية التنمية المستدامة 2030 من أجل وضع خريطة فعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومن الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الحفاظ على البيئة وإنشاء نظام إيكولوجي مستدام. ويتضمن ذلك التزامات بخفض انبعاثات الجسيمات الدقيقة بنسبة 50%، وهذه الجسيمات هي قطيرات سائلة وجسيمات صلبة تنبعث في الهواء وتسهم في ارتفاع مستويات تلوث الهواء. وتشير دراسات حديثة، تبرز التأثير السلبي للتلوث على النمو، إلى أن التكلفة الاقتصادية السنوية لتلوث الهواء على الصحة في منطقة القاهرة الكبرى وحدها تبلغ حوالي 1.4% من إجمالي الناتج المحلي لمصر. 

وفي هذا الصدد، تقول مارينا ويس، المديرة القطرية للبنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي "يدعم البنك الدولي جهود التنمية في مصر، والتي تهدف إلى ضمان أن تكون بيئة البلاد مواتية لرفاهة المواطنين... وتتاح اليوم، أكثر من أي وقت مضى، فرصة لتعزيز خلق فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي على نحوٍ مستدام فعال شامل يراعي البيئة وقادر على الصمود، وذلك بالبناء على جهود الحكومة المصرية." 


Image

صورة لأحد أحياء القاهرة القديمة، مصر.


ويدعم البنك الدولي جهود مصر الرامية إلى تحسين جودة البيئة من خلال العمليات التالية:

تهدف هذه العملية التي بدأت عام 2020، بقيمة 200 مليون دولار، إلى تحسين نوعية الهواء في القاهرة الكبرى، فضلاً عن تمكين الناس من التكيف بشكل أفضل مع مستويات التلوث المرتفعة القائمة. وتسعى هذه العملية إلى تحقيق أهدافها عن طريق ما يلي: 1) تحديث نظام إدارة نوعية الهواء في مصر؛ 2) دعم إدارة النفايات الصلبة في القاهرة الكبرى (حيث أن معظم تلوث الهواء ناجم عن حرق النفايات الصلبة)، بما في ذلك خطط إنشاء مرفق متكامل لإدارة النفايات في مدينة العاشر من رمضان، وإغلاق وإعادة تأهيل مكب أبو زعبل، وتعزيز الإطار التنظيمي لإدارة النفايات؛ 3) المساهمة في الحد من انبعاثات المركبات من خلال دعم تجريب الحافلات الكهربائية في القطاع العام والبنية التحتية ذات الصلة، بما في ذلك محطات الشحن، وتقييم الجدوى التقنية والمالية لتوسيع نطاق هذا التوسع، 4) تنفيذ الأنشطة التي تهدف إلى تغيير السلوكيات من قبل المجتمعات المحلية ومقدمي الخدمات وضمان مشاركة المواطنين في تصميم المشاريع وتنفيذها.  

  • برنامج إدارة التلوث والصحة البيئية:

يهدف هذا المشروع الذي بدأ عام 2015 إلى تقديم دعم متزايد في مجال إدارة تلوث الهواء من أجل الاستجابة لحجم المخاطر التي تهدد صحة الإنسان والنمو الاقتصادي. وقدم المشروع الأساس القائم على الأدلة لتلوث الهواء، وذلك لدعم المشروع في القاهرة الكبرى. وساعد الدعم الذي قدمه المشروع على تحسين الفهم لمصادر تلوث الهواء والآثار الصحية الناجمة عنه. وفي إطار أعمال تحديد مصادر التلوث، يجري شراء معدات الرصد والمختبرات، كما تُعقد دورات تدريبية لوزارة البيئة بشأن أخذ العينات والرصد والتحليل الإحصائي. وضمن أعمال تقييم الأثر الصحي، جرت دراسة وبائية تربط بين بيانات الاستشفاء من المستشفيات العامة للصدر وبين تركيزات تلوث الهواء، وذلك لفهم العلاقات الصحية البيئية. وأخيراً، ساعد دعم المشروع أيضًا في فهم التكلفة الاقتصادية لتلوث الهواء، ونُشر تقرير عن تكلفة التدهور البيئي يلخص النتائج عام 2019. وإلى جانب مصر، يعمل المشروع حالياً في الصين والهند ونيجيريا وجنوب أفريقيا وفيتنام.

تهدف هذه العملية التي بدأت عام 2014 إلى التخلص بأمان من 1000 طن من المبيدات القديمة شديدة الخطورة من جميع أنحاء مصر، فضلاً عن 1000 طن من ثنائي الفينيل متعدد الكلور من المحولات الكهربائية التابعة لوزارة الكهرباء. وقد أصبحت هذه المبيدات غير متداولة، إما لأنها لا تملك تصاريح من وزارة الزراعة، أو أن صلاحيتها قد انتهت، أو لأنها دخلت مصر بصورة غير قانونية وصودرت لكونها جزءا من بضائع مهربة. وحتى الآن تم إزالة 786 طنا من المبيدات القديمة شديدة الخطورة من منطقة الصف بمحافظة الجيزة، وميناء الأدبية بمحافظة السويس وعدة مواقع أخرى من البلاد، مما حدّ من المخاطر الصحية التي كان يمكن أن يتعرض لها حوالي 382926 شخصًا قرب هذه المواقع. 

يقول كرم سيد البالغ من العمر 13 عامًا، وهو من مدينة الصف بمحافظة الجيزة: "أخيرًا، استمتع أنا وأصدقائي باللعب في الهواء الطلق. فعندما كانت المبيدات موجودة هنا، كنت مريضاً دائماً، وكنت أشعر وكأنني أختنق". 

ويقول منير عبده، وهو من سكان الصف أيضا "لسنوات، كنا نعاني من التهاب الجيوب الأنفية وغير قادرين على التنفس. واضطررت إلى إجراء عملية جراحية. فقد كانت الرائحة الكريهة مستمرة ليلًا ونهارًا. وكان الوضع يزداد سوءًا في فصل الصيف." 

ويضيف قائلا "الآن وقد أزيلت المبيدات، أصبحت صحتنا أفضل. أصبحنا أفضل صحة. وأخيرًا، أصبح أطفالي قادرون على استذكار دروسهم دون أن تشتت الروائح الكريهة وصعوبة التنفس تركيزهم."

بالإضافة إلى تمويل عملية إزالة المبيدات القديمة الشديدة الخطورة والإشراف عليها، فإن العملية تقوم ببناء القدرات بوزارات البيئة والزراعة والكهرباء كي تتمكن من إجراء ممارسات مماثلة في المستقبل عند الحاجة، حتى بعد انتهاء هذه العملية.

إن تحسين جودة البيئة هو الأساس للمصريين للاستفادة من الجهود الاقتصادية والجهود الجارية لتنمية رأس المال البشري ومساعدة البلاد على تحقيق إمكاناتها التنموية. ومن خلال ما يبذله البنك الدولي من جهود للحد من التلوث، فإنه يلتزم بتقديم الدعم اللازم لتهيئة بيئة نظيفة للمصريين يمكنهم أن يحيوا فيها حياة منتجة مزدهرة. 



Api
Api