التحديات
من الواضح أن النتائج المشجعة في وقف انتشار الأمراض المعدية الرئيسية والبدء في القضاء عليها – مثل فيروس ومرض الإيدز والملاريا- هي ثمرة جهود واعدة ومبشرة بالخير، لكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية. فضعف الأنظمة الصحية يقوض قدرة البلدان على تحقيق نتائج صحية مستدامة، كما أن الأزمة المالية، وأزمة الغذاء، وأزمة الطاقة، جعلت بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية أمرا محفوفا بالتحديات أكثر من ذي قبل. فأقل من خُمس البلدان المتعاملة مع المؤسسة الدولية للتنمية في سبيلها لبلوغ الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للألفية (خفض معدل وفيات الأطفال) والهدف الخامس (تحسين صحة الأمهات)، ناهيك عن تباطؤ تحقيق التقدم بصفة خاصة نحو بلوغ النتائج الصحية والغذائية للأمهات والأطفال لأن تحقيق هذه الأهداف الإنمائية "المهملة" مرهونٌ بوجود أنظمة صحية فاعلة في أداء وظائفها وقادرة على الوصول للفقراء. ويُعد توسيع القدرات التنفيذية لقطاعات الصحة وتحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية وإمكانية الوصول إليها أمورا حيوية للبرامج الرامية لتحقيق نتائج مستدامة في النطاق المطلوب. وتتمثل التحديات الرئيسية التي تواجه البلدان متوسطة الدخل في أشكال التفاوت في الوصول إلى الخدمات الصحية، وضعف مستوى الرعاية الصحية، والنفقات الكبيرة التي يتحملها المرضى للحصول على الرعاية الصحية، والعبء المتزايد للأمراض غير المعدية.
الحلول
يركز عمل البنك الدولي في مجالات الرعاية الصحية والتغذية والسكان على تعزيز أنظمة الرعاية الصحية القطرية بهدف تحسين النتائج الصحية للشرائح الأشد فقرا وحرمانا. كما يساند البنك تعزيز سبل الوقاية والعلاج للأمراض المعدية وغير المعدية، وتحسين صحة الأمهات والأطفال والتغذية والإرشادات الصحية وخدمات الصرف الصحي، وحماية الفقراء من الآثار المسببة لتفاقم الفقر نتيجة ما يتحملونه من نفقات مرتفعة لا يمكن التنبؤ بها. ويشكل الإنصاف والحماية المالية للفقراء جوهر إستراتيجية (e) البنك المعنية بالرعاية الصحية والغذاء والسكان، ويساند البنك البلدان في هذه المجالات من خلال العمليات والبرامج وتقديم المشورة على صعيد السياسات. كما يساند البنك جهود البلدان النامية الرامية إلى توفير تغطية صحية شاملة، وتقديم رعاية صحية جيدة بتكلفة في متناول الجميع – مهما كان مستوى القدرة على الإنفاق- وخفض المخاطر المالية المرتبطة بإعتلال الصحة، وتعزيز المساواة. ويسعى البنك إلى مساعدة البلدان على بناء مجتمعات أكثر صحة وعدالة ومساواة، فضلا عن تحسين أدائها المالي وقدراتها التنافسية – وصولا لتحقيق أهداف القضاء على الفقر وتعزيز الازدهار المشترك.
تتمثل إحدى الركائز الأساسية لإستراتيجية الرعاية الصحية والتغذية والسكان في زيادة استخدام التمويل المستند إلى النتائج (e) الذي يستخدم الحوافز المالية كمكافأة على تحقيق واحدة أو أكثر من النواتج الصحية المؤكدة. ويعتبر هذا النوع من التمويل واعداً إلى حد كبير في زيادة الاستفادة من الخدمات الصحية، وتحسين جودة الخدمة، وزيادة الكفاءة، وتعزيز المساواة. كما أنه يركز الاهتمام على النتائج الصحية وليس المدخلات، مؤديا بالتالي إلى ربط الميزانيات والتمويل بالنتائج بشكل أكثر إحكاما.
ونظرا للاعتماد المتبادل بين النواتج الصحية والقطاعات الرئيسية الأخرى، فإن أحد أهم أهداف إستراتيجية الرعاية الصحية والتغذية والسكان هو تشجيع المنهجيات التي تشمل كل القطاعات الاقتصادية المعنية. وللبناء على الميزة النسبية التي يتمتع بها البنك في مجال التمويل الإنمائي، فإنه يساند العديد من آليات التمويل المبتكرة مثل شراء اعتمادات المؤسسة الدولية للتنمية (من أجل شلل الأطفال)، والتزامات السوق المسبقة (لخلق حوافز في السوق لإنتاج وتوزيع وتوفير اللقاحات ذات الأولوية بأسعار رخيصة ووتيرة سريعة)، وصندوق الأدوية الميسورة الثمن لعلاج الملاريا (لتسريع الإنتاج العالمي للعقاقير التي تستخدم مادة الأرتيميسينين). ومن المكونات الرئيسية الأخرى لهذه الإستراتيجية تحسين الرصد والمتابعة والتقييم. إذ يعمل البنك مع الشركاء على تحسين وسائل متابعة الأهداف الإنمائية للألفية في القطاع الصحي، بينما تُشجع المؤسسة الدولية للتنمية البلدان بصورة متزايدة على تطبيق تقييمات دقيقة لتأثير الابتكارات والبرامج الصحية، فضلا عن بناء أنظمة رصد ومتابعة وتقييم