Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي 08/28/2017

رائدات الأعمال يضفين حيوية اقتصادية على المجتمعات الريفية الأفغانية

Image

برنامج تنمية المشاريع الريفية في أفغانستان يرمي إلى زيادة فرص التوظيف ورفع مستويات الدخل للنساء والرجال في الريف من خلال تنظيم فقراء الريف في مجموعات ادخار، وجمعيات ادخار وإقراض قروية، ومجموعات للمشاريع. ولبلوغ هذه الغاية، يتلقى أفراد كلٍ من المجموعات والجمعيات جلسات تدريبية عن حفظ الدفاتر، والحسابات، والتخطيط، والقيادة، والاستثمار.

الصورة من رومي للاستشارات/البنك الدولي


نقاط رئيسية

  • تتاح الفرصة للنساء في قرى إقليم بلخ لإنشاء مشاريع صغيرة من خلال القروض التي تقدمها جمعيات الادخار والإقراض القروية.
  • مجموعات الادخار وجمعيات الادخار والإقراض، التي يدعمها برنامج تنمية المشاريع الريفية في أفغانستان، هي وسيلة لزيادة التوظيف والدخل لفقراء الريف.
  • البرنامج يقدم الدعم الفني والتدريب لهذه المجموعات لبناء نظام مالي من خلال المدخرات وممارسات الإقراض المحلية.

ضاحية نهر الشاهي، إقليم بلخ- حليمة، البالغة من العمر 35 عاما، تعلم بناتها كيف يطعمن دجاجاتهن التي تتهادى في خيلاء بفناء الدار.  إنها تزهو بأنها تمتلك مزرعة صغيرة للدواجن في قرية نور الهدى.

تضم مزرعتها التي أقامتها عام 2014 نحو 100 دجاجة وديك.  وتقول رائدة الأعمال حليمة، وهي أم لسبعة أطفال، "." فقد ولى الزمن الذي كانت حليمة فيه مجرد ربة منزل بدون أي مصدر مستقل للدخل.  لم يكن دخل زوجها، كأجير يومي، كافيا لتلبية احتياجاتهم الأساسية، لكنها لم تكن تستطيع مساعدته. ففي ريف أفغانستان، تتجنب المرأة العمل خارج المنزل خشية من تعرضها للإقصاء في مجتمعها.

لكن أتيح لحليمة مخرج من فقرها بفضل قرض قدمته لها جمعية الادخار والإقراض القروية في قريتها بضاحية نهر الشاهي بإقليم بلخ. تقول حليمة وهي تتجول باعتزاز في مزرعتها، "أتذكر بعض الرجال الذين كانوا يقولون لي إن المرأة لا جدوى منها، لكنني لم أقبل هذا على الإطلاق.  وراودني حلم بأن أقوم بالمزيد في حياتي وساعدتني الجمعية على تحقيق ذلك."

تشكلت الجمعية بدعم من برنامج تنمية المشاريع في أفغانستان الذي يشجع النساء على أن يتكاتفن ويؤسسن مجموعات للادخار. وتبنت قرية حليمة هذا النموذج وأنشأت مجموعات للادخار وجمعيات للادخار والإقراض وقد أصبحت حليمة عضوا فيها. وبوصفها عضوا، حصلت حليمة من الجمعية على أربعة قروض تتراوح قيمتها بين خمسة آلاف و30 ألف أفغاني (75-450 دولارا).

بهذه القروض، أنشأت حليمة مزرعة للدواجن واشترت بقرة ودراجة نارية لزوجها حتى يستطيع أن يعمل هو الآخر، حيث أصبح بوابا، بينما ترعى هي الدواجن والبقرة. تكمل حليمة دخل زوجها ببيع أربعين بيضة كل يوم بالإضافة إلى اللبن ومنتجاته وتحصل على 350 أفغانيا (خمسة دولارات) يوميا


"أتذكر بعض الرجال الذين كانوا يقولون لي إن المرأة لا جدوى منها، لكنني لم أقبل هذا على الإطلاق. وراودني حلم بأن أقوم بالمزيد في حياتي، وساعدتني الجمعية على تحقيق ذلك."
حليمة رائدة أعمال
قرية نور الهدى

عالميا، أمنت مجموعات التمويل الأصغر ذاتية الدعم سبل الحصول على التمويل والنفاذ إلى الأسواق للملايين ممن يحاصرهم الفقر. ولا يستثنى من ذلك المناطق الريفية في أفغانستان. وقد ساعدت المدخرات الأسرية التي عززتها برامج مثل برنامج تنمية المشاريع الريفية في أفغانستان الكثيرين، مثل حليمة، على بدء مشاريعهم الصغرى. تقول حليمة، "الآن أصبح من هم على شاكلتي مكتفين ذاتيا. لدينا مدخراتنا الخاصة التي نودعها في مجموعة الادخار وجمعية الادخار والإقراض القروية. لقد أصبحت الحياة حلوة."

برنامج تنمية المشاريع الريفية في أفغانستان الذي بدأ عام 2010 يتبع وزارة إعادة التأهيل والتنمية الريفية ، ويهدف إلى زيادة الوظائف والدخل للمرأة والرجل في الريف. ويعمل البرنامج على تعبئة الأنشطة الاقتصادية من خلال تنظيم فقراء الريف في مجموعات الادخار، وجمعيات الادخار والإقراض القروية، وجمعيات المشاريع.

ويقدم برنامج تنمية المشاريع الريفية في أفغانستان الدعم الفني والتدريب لهذه المجموعات لبناء نظام مالي من خلال المدخرات وممارسات الإقراض المحلية. ويتلقى البرنامج دعما تمويليا من المؤسسة الدولية للتنمية ، صندوق البنك الدولي المعني بمساعدة أشد البلدان فقرا، والصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان.

وينشط البرنامج حاليا في خمسة من أقاليم أفغانستان الأربعة والثلاثين، وهي بلخ وهرات وباميان وباروان ونانجرهار. وفي بلخ، يغطي البرنامج أربعة أحياء هي ديضاضي ونهر الشاهي وشرقنت وبلخ. وحتى اليوم، أنشأ البرنامج 581 مجموعة ادخار، و59 جمعية للادخار والإقراض، و 246 مجموعة مشاريع، و 144 مشروعا صغيرا ومتوسطا. كل واحدة من مجموعات المشاريع تضم ما بين 10 و12 عضوا وكل جمعية قروية للادخار والإقراض هي بمثابة اتحاد يتألف من 15 مجموعة ادخار. تقوم هذه المجموعات والجمعيات بتحصيل مبلغ شهري متفق عليه من كل عضو. 


Image

بدعم من برنامج تنمية المشاريع الريفية في أفغانستان، منحت جمعية الادخار والإقراض القروي المستفيدين الفرصة لتحسين أحوالهم المعيشية بالاقتراض والاستثمار، وهو ما لم يكن بوسعهم القيام به بدونها.

الصورة من رومي للاستشارات/البنك الدولي


التدريب على المسائل المالية وإدارة النشاط

يقدم برنامج تنمية المشاريع الريفية في أفغانستان أيضا التدريب والدعم اللوجستي. فبعد إنشاء مجموعات الادخار أو جمعيات الادخار والإقراض القروية، يدرب البرنامج كل مجموعة على حفظ الدفاتر، والحسابات، والأنشطة المصرفية، والتخطيط، والقيادة، والاستثمار. ويساعد التدريب الأعضاء على فهم كيفية تشغيل وإدارة مجموعات الادخار، وجمعيات الادخار والإقراض القروية، والمشاريع الصغيرة. تقول فاطمة، 34 عاما، وهي رئيسة جمعية الادخار والإقراض في قرية نور الهدى وصاحبة مشروع صغير للحياكة، "تعلمنا كيف نخطط لممارسة النشاط وكيف نوزع القروض بين أعضاء الجمعية."

منحت الجمعية المستفيدين الفرصة لتحسين أحوالهم المعيشية بالاقتراض والاستثمار، وهو مالم يكن بوسعهم القيام به بدونها. تقول فاطمة، "ليس هناك أموال نستثمرها لشراء المزيد من الماكينات. لقد لجأت إلى البنوك مرات عديدة لكنهم رفضوا طلبي للحصول على قرض لأنني لا أملك ضمانات. الآن، أستطيع بسهولة الحصول على قروض من الجمعية." أصبحت فاطمة الآن تمتلك أربع ماكينات حياكة وتخيط الملابس للنساء والأطفال. كما تقدم للمتدربين الفرصة للتعلم منها وتقوم بتعليم ثلاث طالبات.

مع تحسن الأحوال المعيشية يأتي الإحساس بتحقيق شيء إيجابي والقدرة على المنافسة. تقول سكينة، 24 عاما، وهي من قرية نور الهدى ومن المعتزين بامتلاك مشروع صغير للحياكة بمنزلها، "عندما وجدت جارتي بدأت مشروعا للحياكة، قررت التقدم للحصول على قرض والبدء في كسب بعض المال أيضا. مضيت قدما في توسيع نشاطي للحصول على المزيد من ماكينات الحياكة وتدريب الطلاب. أدخر أموالا كل يوم وأريد أن أقيم مشروعا إنتاجيا كبيرا للحياكة يوما ما."

 



Api
Api