موضوع رئيسي

تربية الأحياء المائية تزداد أهمية رغم استمرار التحديات

02/23/2012


نقاط رئيسية
  • تربية الأحياء المائية توفر 46 في المائة من إجمالي الإمدادات الغذائية من الأسماك. وتمثل الأغذية البحرية، ومنها تربية الأحياء المائية، 10 في المائة من إجمالي الصادرات الزراعية العالمية.
  • غانا تعمل على إقامة منطقة لتربية الأحياء المائية في بحيرة فولتا التي تعد واحدة من أربع نقاط رئيسية لتربية الأحياء المائية في أفريقيا.
  • تربية الأحياء المائية في أفريقيا ساهمت بنسبة 1.8 في المائة فقط من إجمالي الإنتاج العالمي عام 2008 مقابل 89 في المائة لآسيا.

رغم إطلالها على واحدة من أغنى مناطق الصيد في العالم، فإن صناعة صيد الأسماك في غانا لا توفر أكثر من نصف احتياجات السكان من الأسماك للطعام. ولذا، تخطط حكومة غانا الآن للحد من عدد الصيادين في مياهها، ولتشجيع صناعة تربية الأحياء المائية الناشئة في بحيرة فولتا للمساعدة في سد جانب من فجوة البروتين خلال العقد القادم.

غانا ليست الدولة الوحيدة التي تتطلع إلى تربية الأحياء المائية لحل مشاكلها الغذائية. ففي الثلاثين عاما الماضية، شهدت تربية الأحياء المائية نموا سريعا – خاصة في آسيا- في الوقت الذي تعرضت فيه مصائد الأسماك الطبيعية للركود على مستوى العالم.

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، شكلت تربية الأحياء المائية 46 في المائة من إجمالي إمدادات الأسماك عام 2008. وأصبحت أسرع قطاعات الإنتاج الحيواني الغذائي نموا- لتفوق حتى النمو السكاني. ويوظف قطاع تربية الأحياء المائية نحو ربع إجمالي أعداد العاملين في أنشطة صيد الأسماك- أي ما يقرب من 11 مليون شخص. وفي الصين وحدها، ارتفع عدد العاملين في المزارع السمكية بنسبة 189 في المائة في الفترة من عام 1990 إلى 2008.

وبعد 50 عاما، لا تزال تربية الأحياء المائية للأغراض التجارية صناعة شابة بالمقارنة بالزراعة التي بدأت منذ قرون. ويقول أنصار هذا القطاع إن الإمكانات التي تمتلكها تربية الأحياء المائية لإطعام العالم لم تستغل بعد على نطاق واسع حيث لم تصل بعد أغلب التطورات التكنولوجية المستخدمة في عملية التكاثر، وكفاءة استخدام الطاقة وتوفير الأعلاف على نحو قابل للاستمرار.

ويرى الكثيرون أن الأطعمة البحرية هي البروتين الفائز حيث إنه أرخص ثمنا وأكثر وفرة من اللحوم الداجنة أو اللحوم الحمراء. فالأسماك تستهلك كميات أقل كثيرا من البروتين النباتي من حيث الوزن ولا تحتاج إلى المياه العذبة كالبروتين الحيواني.

النمو الكبير له ثمن

لكن تحقيق طفرة هائلة في نمو تربية الأحياء المائية يأتي في الغالب بتكلفة. فسوء اختيار مواقع هذه المزارع أو إساءة تشغيلها يدمر أنظمة إيكولوجية قيمة وينشر الأمراض ويتسبب في التلوث. ولا يزال إنتاج مزارع الأحياء المائية يعتمد بشدة على الأسماك الطبيعية لتوفير الطعام للأسماك المستزرعة والحصول على زيت السمك. ولا يتوفر حاليا البديل لطعام السمك وزيوته بالجودة والكميات التي تحتاجها هذه الصناعة.

والآن، يود تحالف يضم عددا من الحكومات وبنوك التنمية والمنظمات وصناعات القطاع الخاص أن يرى تربية الأحياء المائية تتطور على نحو يتسم بحسن التنظيم والإدارة على أسس علمية وبيئية كي تغدو مصدرا دائما وكفؤا لتوفير الغذاء للناس وتعزيزا للأمن الغذائي وتخفيفا للضغوط على مناطق صيد الأسماك الطبيعية.

وقد أدى انعدام التمويل والإدارة الجيدة، وتعذر سبل الحصول على بيض السمك الجيد والزريعة السمكية وأعلاف السمك، إلى تقييد التوسع في أنشطة تربية الأحياء المائية في بعض البلدان النامية التي يشكل فيها الأمن الغذائي مصدر قلق كبير. ويعمل البرنامج العالمي لمصائد الأسماك الذي أطلقه البنك الدولي عام 2005 على مساعدة البلدان في الارتقاء بنظم الإدارة الرشيدة للمصايد وتربية الأحياء المائية. وتشمل إجراءات هذا البرنامج تحديد المناطق الملائمة، وجمع البيانات، وحفظ السجلات، والوصول إلى الأسواق، وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسط.

وفي غانا- التي باتت في مصاف البلدان متوسطة الدخل، يساند البنك الدولي - جنباً إلى جنب مع صندوق البيئة العالمية - جهود وزارة الأغذية والزراعة في إدارة مصائد الأسماك الساحلية وأيضا في إقامة منطقة للمزارع المائية ببحيرة فولتا.


" فعندما تفكر في كيفية إطعام العالم في المستقبل، فأنت تفكر في زيادة سكانية تصل إلى خمسين في المائة خلال الأربعين عاما التالية، والأطعمة البحرية هي السبيل المنطقي لتوفير الغذاء للناس في ظل الطلب المتزايد على البروتين الحيواني "

ديكستر بين

الشريك المؤسس لشركة بين آند بارتنرز

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة عن حالة مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم 2010، وفرت تربية الأحياء المائية في أفريقيا ما نسبته 1.8 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي عام 2008، وذلك مقابل 89 في المائة في آسيا.

ولا تنتج البلدان الأقل نمواً مجتمعة سوى 3.6 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي رغم ما يقال من معاناتها من انعدام الأمن الغذائي وتعرضها للتقلبات الدائمة في أسعار الغذاء. ولكن مع استمرار النمو الاقتصادي والسكاني في البلدان النامية ، يتوقع أن تزداد الاستثمارات في مجال تربية الأحياء المائية.

يقول ديكستر بين، الشريك المؤسس لشركة بين آند بارتنرز الخاصة والتي تستثمر في الأغذية والصناعات الزراعية: "ستكون الأغذية البحرية هي البروتين الفائز. فعندما تفكر في كيفية إطعام العالم في المستقبل، فأنت تفكر في زيادة سكانية تصل إلى خمسين في المائة خلال الأربعين عاما التالية، والأطعمة البحرية هي السبيل المنطقي لتوفير الغذاء للناس إذا تزايد الطلب على البروتين الحيواني، وهو ما نعتقد أنه سيحدث."


Api
Api

أهلا بك