واشنطن العاصمة، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 – تتناقص أكوام تيشرتات "كالفين كلاين" بمتاجر "كوسكو" كل دقيقة حيث تمتد أيادي المتسوقين لتأخذها من على الأرفف كما لو كانت أكثر الأصناف مبيعاً هذا الموسم.
تمثل التيشرتات البيضاء السادة مكونا ثابتا في أي خزانة ملابس أمريكية، إلا أن تيشرتات كالفين كلاين على وجه التحديد مصنوعة من أجود أنواع القطن، وهو ما يبدو أنه يزيد شدة الاقبال عليها لتحقيقها منفعة أكبر من الثمن المدفوع فيها.
لم يلاحظ سوى القليلين شعار 'صُنع في هايتي' المكتوب عليها-- وهو شعار يدل على مكان الصُنع في إحدى أكثر الأسواق الأمريكية تنافسية، وهي سوق صناعة المنسوجات، التي يبدو أنها تفتح فرصاً لأصحاب الأعمال والمشاريع والمستثمرين في هايتي.
يعمل في كوديفي، وهي الشركة التي تصنّع قمصان كالفين كلاين وملابس من ماركات أخرى مشهورة، أكثر من 6000 موظف من هايتي في مصنعها "اوانامينثي"- مما يشكل إسهاما كبيرا في توفير فرص عمل دائم في بلد يشتغل 80 في المائة من القوى العاملة فيه في أعمال حرة أو في القطاع غير الرسمي من الاقتصاد.
ويتفق صانعو القرار والخبراء والناس العاديون في النصف الغربي من جزيرة هيسبانيولا على أن المزيد من فرص العمل النوعية هي حقاً العامل الرئيسي الذي يمكن أن يُحسّن الفرص والآفاق طويلة الأجل في هايتي ويُعزز الانتعاش الفوري للبلاد.
ويأمل رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم في إضافة زخم لهذا التوجه وتعزيزه في أول زيارة له إلى هايتي منذ توليه قيادة هذه المؤسسة متعددة الأطراف.
وسوف يشدد كيم على أهمية تعزيز فرص العمل خلال لقاءاته مع القيادات العليا في هايتي، بما في ذلك الرئيس ميشال مارتيلي ورئيس الوزراء لوران لاموثي، فضلا عن كبار رجال الأعمال المقرر أن يلتقي بهم خلال اليومين المقبلين.
وفي هذا الصدد، قال كيم: "بينما كان هناك الكثير من التقدم في مجال إعادة البناء في هايتي، إلا أن أنشطة إعادة الإعمار والتنمية في البلاد سوف تتطلب جهداً مستمراً لفترة طويلة. إننا ملتزمون بدعم هايتي وهي تنتقل من إعادة الاعمار في مرحلة الطوارئ إلى التنمية الاقتصادية من أجل خلق فرص جديدة للجميع".
والاستثمارات الخاصة في قطاع الخدمات، الذي يميل إلى خلق معظم الوظائف، آخذة في التزايد. وما محطة الطاقة الكهربائية، والمجمّع الصناعي لشركة "كوديفي"، وشركة الاتصالات الفيتنامية "فيتل"، وصندوق "ليوبارد" لاستثمار رؤوس الأموال إلا بعض الأمثلة الحديثة للاستثمارات المحلية والأجنبية الكبيرة التي تتم بالاشتراك مع رجال الأعمال المحليين. وتخلق هذه المشاريع المشتركة، التي تدعمها مؤسسة التمويل الدولية، آلاف الوظائف ذات الأجر الجيد في هايتي.
ولكن هذا لا يكفي بشكل كامل. فمازال القطاع غير الرسمي وكأنه مغناطيس قوي يجذب غالبية القوة العاملة في هايتي وقوامها 4 ملايين نسمة. ويقول الخبراء إن القطاع الخاص، الذى يتكون من الشركات الصغرى والصغيرة الحجم التي لا تخضع للتنظيم، يدفع مرتبات منخفضة ويتيح ظروف عمل محفوفة بالمخاطر، انعكاساً لانخفاض الإنتاجية والافتقار إلى الاقتصادات كبيرة الحجم.