موضوع رئيسي

خمسة دروس مستفادة من مسيرة دبي للارتقاء بالتعليم الخاص

10/31/2014


Image

الملامح الرئيسية
  • معظم الأطفال في دبي يتعلّمون في مدارس خاصة بسبب الأعداد الهائلة من الوافدين بين السكان. نظام التعليم الخاص يضم 15 منهجا دراسيا وطنيا مختلفا.
  • بعد مضي خمس سنوات على تطبيق النظام، يدرس 51 في المائة من الطلاب في دبي الآن في مدارس ذات تقييم" جيد" أو "مُتميِّز" بالمقارنة مع 30 في المائة قبل خمس سنوات
  • المدارس الحاصلة على تقييم "جيد" تتحسن بسهولة أكبر من المدارس الحاصلة على تقييم "ضعيف" التي تعاني نقص الوسائل التعليمية أو المساعدة الفنية

خلال العشر سنوات الأخيرة، تبنَّت دبي توصيات تضمَّنها تقرير رئيسي نشره البنك الدولي عن التعليم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (وعدَّلتها وفق ظروفها). وكان محور التقرير الذي يحمل عنوان الطريق غير المسلو (2008) هو أن تحسين الحوكمة، ولاسيما إجراءات المساءلة، قد يساهم في تحسين مستويات التعليم في المدارس الخاصة التي يتزايد عددها في المدينة.

وتزيد نسبة الطلاب الملتحقين بالتعليم الخاص ما بين 7 و8 في المائة تقريبا كل عام، فيما يرجع إلى حد كبير إلى اختلاف فئات الوافدين من السكان في دبي. ويدرس أغلب طلاب مدينة دبي (88 في المائة) في  160 مدرسة خاصة مناهج دراسية مختلفة، من بينها مناهج بريطانية وأمريكية وباكستانية وفرنسية ويابانية. ويتزايد عدد الإماراتيين الذين يختارون الالتحاق بالتعليم الخاص.

وأُنشئت هيئة للإشراف على تطوير جودة التدريس في هذا القطاع المتنامي، وهي هيئة المعرفة والتنمية البشرية (KHDA). وكان التحدي الذي واجهته هذه الهيئة بصفتها مؤسسة عامة جديدة هو إيجاد النهج المناسب لقطاع التعليم الخاص. وكانت فكرة الإشراف وعدم التدخل فكرة لقيت إعجابا وتأييدا. وشدَّد تقرير عام 2008 على المساءلة والمشاركة والشفافية. واستهدفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية تعزيز هذه المبادئ.

وكان أحد الأشياء الرئيسية التي تفتقر إليها الأسر والمُعلِّمون ومديرو المدارس جميعاً هي الحصول على معلومات موضوعية عن أحوال المدارس. وأُنشئت هيئة المعرفة والتنمية البشرية لتغيير ذلك الوضع. وتقوم الهيئة من خلال جهاز الرقابة المدرسية في دبي التابع لها بتصنيف أداء المدارس الخاصة في المدينة كل عام، وتنشر نتائج عملياتها الرقابية على الإنترنت وفي صورة مطبوعة وعبر تطبيق حاسوبي. ولا تؤخذ الرسوم الدراسية في الحسبان، فالمدرسة الهندية العليا، وهي من أقل المدارس تكلفةً حصلت على تصنيف "مُتميِّزة"، في حين أن مستويات بعض المدارس الأعلى تكلفةً كان تصنيفها في فئة "مقبول".

وتضمَّن تقرير جديد عنوانه الطريق المسلوك مراجعة أجراها البنك الدولي للنهج الذي تتبعه هيئة المعرفة والتنمية البشرية لإصلاح التعليم. وبفضل نشر نتائج عمليات التفتيش والرقابة على المدارس، ساهمت الهيئة في جعل المعلومات عن التعليم الخاص في دبي متاحة بدرجة أكبر كثيراً من ذي قبل، ولذلك تدور مناقشات عامة على نطاق أوسع في هذا الشأن.

وتظهر النتائج التي خلص إليها التقرير أن هذه المعلومات يجري استخدامها، ومن ثمَّ فهي مفيدة، فالآباء يوجهون مزيداً من الأسئلة، ويتخذون قرارات أفضل عند الاختيار، والمُعلِّمون ومديرو المدارس يسعون حينما يتلقون التعليقات التقييمية لجهاز الرقابة المدرسية إلى تحسين مستويات التدريس وغيرها من جوانب العملية التعليمية.

 وبعد خمس سنوات فحسب، أصبح 51 في المائة من طلاب دبي يدرسون في مدارس جيدة أو مُتميِّزة بالمقارنة مع 30 في المائة قبل خمسة أعوام. ولوحظ أنه حدث تحسُّن مُطرد في التقييمات الدولية للرياضيات والعلوم للطلاب من أعمار نحو 10 أعوام و13 عاما. وسيستغرق إحداث مزيد من التغييرات وقتاً أطول.

ومع هذا، فهناك تحفُّظ واحد، وهو أنه ليست كل المدارس قادرة على العمل لرفع مستويات الجودة. ويبدو أن السبب في هذا هو أن المدارس الضعيفة تجد نفسها محصورة في شرك لا تملك الفكاك منه بما تملك من موارد أو وسائل فنية، أمَّا المدارس الجيدة فإنها تتحسَّن لأن لديها القدرة على أن تفعل هذا.

وتدرك هيئة المعرفة والتنمية البشرية هذا الأمر، وتتخذ خطوات لتقديم يد العون، وهناك إرشادات للآباء تشرح خصائص المدرسة الجيدة، وتعمل الهيئة مع المدارس الضعيفة لمساعدتها على تحسين مستوياتها، وتساعد دورات "الممارسات الناجحة" المُعلِّمين على معرفة "أفضل الممارسات" التي نجحت في المدارس الأخرى.

ويتيح إشراف هيئة المعرفة والتنمية البشرية على التعليم الخاص في دبي دروساً قيمة للبلدان النامية الأخرى.

 

 - أولا، تصميم إطار يتسم بالمرونة بالقدر الذي يكفل تغطية كل جوانب التنوُّع في قطاع التعليم الخاص، ويكون مع ذلك قادرا على التركيز على تحسين جودة التعليم في ذلك القطاع.

 - ثانيا، تبنِّي نهج يتسم بالشفافية التامة، والقدرة  على المحاسبة، ويحظى بمشاركة قوية من أصحاب المصلحة، وكلها علامات على الحوكمة الجيدة.

 - ثالثا، تمكين الجمهور من الاطلاع على المعلومات عن كل جوانب النظام. وتُحفِّز تصنيفات المدارس –وهي من العناصر الرئيسية لنهج هيئة المعرفة والتنمية البشرية- على النقاش وتخلق توقعات عالية. ويجب ألا يعتمد واضعو السياسات على هذه التصنيفات وحدها لأن المعوقات قد تمنع بعض المدارس من التحسُّن.

 - رابعا، يجب تجربة الحوافز مع التحلي بالمرونة. وتسمح هيئة المعرفة والتنمية البشرية للمدارس بزيادة رسومها الدراسية إذا حصلت على تصنيفات أفضل ولكن حتى الآن لم يتبيَّن أن هذا حافز إلا للمدارس الأقرب إلى التصنيف الأعلى. ويجب استكشاف أنواع أخرى من الحوافز.

  - أخيراً، استخدام المنافسة بين المدارس ولكن مع عدم الاقتصار عليها. وفي دبي، شجعت المنافسة على بعض التحسُّن، ولكن ليس على الوجه الأكمل، والمدارس التي فشلت في تحقيق تحسُّن هي في الواقع المدارس التي تشعر بالإحباط.  ولعل التعاون وليس المنافسة هو ما يساند التغيير على نحو فعال. وبنفس الطريقة التي يجد بها المُعلِّمون أن ذلك التعاون مع المعلمين الآخرين من أفضل السبل لمعرفة كيفية تميزهم بالفعالية، يشرح مديرو المدارس أن التعاون بين المدارس يساعدهم على التحسن أيضاً.

 




Api
Api

أهلا بك