بانغي في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2016- بعد أن وضعت آخر الحروب الأهلية أوزارها في جمهورية أفريقيا الوسطى، فإن عملية التعافي وإعادة الإعمار ستحتاج إلى وقت وإلى إرادة سياسية وشجاعة ومثابرة. لكن هناك أملا: فبعد ثلاث سنوات من العنف غير المسبوق والحرب الأهلية، فتحت الانتخابات الرئاسية الأخيرة الباب لعملية وساطة هشة ترمي إلى التوصل إلى سلام.
والآن، اختار المواطنون لأول مرة في تاريخهم رئيسا وبرلمانا منتخبين بطريقة ديمقراطية. وتم نشر بعثة سلام قوامها 12 ألف فرد في جميع أنحاء البلاد تستطيع أن تردع الجماعات المسلحة المنتشرة في سائر المناطق. ورغم الفقر الضارب بجذوره، والمناخ الاقتصادي والاجتماعي الضعيف، لم تعد البلاد تمر بأزمة حادة على صعيد ماليتها العامة. وإقليميا، بدأت علامات استعادة الثقة تلوح في الأفق مع استئناف الرحلات الدولية إلى كينيا وإعادة افتتاح الطريق الرئيسي إلى دوالا.
ومع هذه الرياح المواتية، يمكن لمواطني أفريقيا الوسطى وقادتهم وشركائهم في التنمية أن يحرزوا تقدما حقيقيا نحو هذا النوع من التغيير الإيجابي الذي يمكن أن يحدث فارقا في حياة المواطنين الذين كانوا أشد تضررا بالعنف والصراع الأهلي.
وحسب تعبير فوستين أرشانغ تواديرا، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فقد قطعت البلاد شوطا طويلا. وقال تواديرا في مقابلة أثناء زيارة قام بها مؤخرا لواشنطن، "خلال السنوات الثلاث الماضية، مرت البلاد بأزمة خطيرة شهدت خلالها جرائم وعنفا رهيبا، وانهار الاقتصاد وتمزق النسيج الاجتماعي، وتهاوت أركان الدولة نفسها. وعلاوة على ذلك، ظلت الجماعات المسلحة تحتفظ بسلاحها. ومن ثم، فإن التحدي الذي يواجهنا فوق كل هذا يكمن في السلام، واستعادة السلام، والوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي. ونأمل في أن نظهر أننا عازمون على إلقاء هذا الوضع وراء ظهورنا بمساعدة الإصلاحات الحاسمة، وفي الوقت الحالي فإن الدعم الرئيسي يتمثل في رغبة الشعب في طي هذه الصفحة."
وقد ساعد الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي على استقرار الوضع من خلال توفير العوامل الأساسية للأمن والخدمات الإنسانية. ونتيجة لذلك، انخفض عدد النازحين داخليا واللاجئين، رغم أنه لا يزال حتى اليوم يبلغ 900 ألف شخص. ومع هذا، فالانتكاسات في هذا البلد الهش ليست مستبعدة، كما أظهرت نوبات العنف التي اندلعت مؤخرا خلال الشهرين الماضيين في بانغي، وحديثا في كاغا باندورو التي تبعد 300 كيلومتر إلى الشرق من بانغي.