قرية سانغموم، إقليم دايكوندي- تركض عشرات الفتيات بزيهن المدرسي الأزرق الفاتح وغطاء الرأس الأبيض في أرجاء فناء مدرسة السيدة زينب الثانوية للبنات. وفي ملعب المدرسة، تجري مباراة للكرة الطائرة بين اثنين من فرق المدرسة، وتجلس مجموعات من الفتيات تحت مظلة مبنى المدرسة يشجعن اللاعبات. ورسمت أعلام عشرات البلدان على جدران المدرسة المطلية باللون الأبيض.
في الداخل، جلست مجموعات من الفتيات على مكاتب صغيرة، وأخذن يقرأن بصوت مرتفع من كتبهن، في حين تشرح المعلمة الدرس من أمامهن على السبورة. وفي معمل الحاسب الآلي الذي فُرشت أرضيته بسجادة حمراء، جلست الفتيات اثنتين اثنتين حول أجهزة الحاسب الآلي المكتبية التي تعمل بالطاقة الشمسية، وآخذن في تعلم كيفية استخدامها. تقول كوبرا هيداري، مديرة مدرسة السيدة زينب الثانوية للبنات "عندما أتينا إلى هذا المبنى أول مرة،لم يكن به سوى فصول دراسية وسبورات.
ويزيد عدد الطالبات الملتحقات بالدراسة على ألف طالبة من حوالي 400 أسرة في قرية سانغموم، بإقليم دايكوندي في وسط أفغانستان. واستطاعت المدرسة تطوير منشآتها ومستلزمات التعليم بها بمساعدة من برنامج تحسين نوعية التعليم. ففي عام 2008، حصلت المدرسة على منحة من البرنامج لتطوير بنيتها التحتية، ومنحة ثانية بعد سنة لتعزيز نوعية التعليم.
اُستخدمت المنحتان لشراء أجهزة الحاسب الآلي وتجهيزات المعمل، وألواح لتوليد الطاقة الشمسية، وإنشاء مكتبة، وحفر بئر لمياه الشرب النظيفة، وطلاء جدران المدرسة. كما اشترت المدرسة أشجارا ونباتات أخرى لتوعية الطالبات بأهمية الحفاظ على البيئة ولتخضير فناء المدرسة.
تضيف كوبرا هيداري "زودتنا المنحتان باللوازم الضرورية، وباتت الطالبات الآن أكثر سعادة وحماسا للمجيء إلى المدرسة". وفي الوقت نفسه، ألهم الدعم الذي قدمه البرنامج إدارة المدرسة والمجتمع المحلي على بدء مشاريع أخرى لتطوير المدرسة، بما في ذلك تكوين فرق لكرة الطائرة، وتنظيم مسابقات في كتابة المقالات، وقراءة الشعر.
ونتيجة لذلك، تحسنت نوعية عملية التدريس، مع حصول المعلمات على أدوات ووسائل تعليمية وتوضيحية مناسبة لإجراء التجارب المخبرية والتمارين التطبيقية الأخرى. وفي هذا الصدد، تقول سكينة حسيني، 25 عاما، وهي معلمة لمادتي الحاسب الآلي والتاريخ بالمدرسة "م تكن لدينا أجهزة حاسب آلي في السابق، وكانت جميع الدروس التي نلقيها ذات طابع نظري. أما الآن، فإن الحصص الدراسية تسير بشكل جيد مع توفر أجهزة الحاسب الآلي".
يسعى برنامج تحسين نوعية التعليم، وهو في مرحلته الثانية، إلى زيادة المساواة في فرص الحصول على التعليم الأساسي الجيد، لا سيما بالنسبة للفتيات. وتشرف وزارة التربية والتعليم على تنفيذ هذا البرنامج الذي حصل على التمويل في بادئ الأمر من المؤسسة الدولية للتنمية (IDA)، وهي صندوق مجموعة البنك الدولي لمساعدة البلدان الأشدّ فقرا في العالم. وقد تولى صندوق إعادة إعمار أفغانستان مسؤولية التمويل باعتباره جهة مشاركة في تمويل المشروع.