حميد طفل يمني عمره 12 عاما يتعافى الآن من إصابته بمرض الكوليرا. كان محظوظاً، إذ حصل على العلاج في مستشفى عام شمال صنعاء. اشتمل العلاج على محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم في وحدة علاج الكوليرا التي يساندها البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف). وحالة حميد آخذة في التحسُّن يوماً بعد يوم، ولكن لم تكن هذه النوبة الأولى التي يصاب فيها بالكوليرا. فقد أصيب بالمرض من قبل وشُفِي منه، وهو مثل ملايين الأطفال في اليمن عرضة لخطر دائم.
لقد تسبَّب تفشِّي وباء الكوليرا بسبب الصراع الدائر في اليمن في أكثر من مليون ألف حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا، 35% منهم أطفال. والكوليرا ليست الخطر الوحيد. ففي مؤشِّر آخر، على التدهور الحاد للأحوال في اليمن، أصبح 77% من السكان في حاجة إلى شكل ما من المساعدات الإنسانية، ويعاني قرابة 400 ألف طفل من سوء تغذية حاد.
وفي مواجهة هذه الأزمة الملحة والمتفاقمة، يتعاون البنك الدولي مع المنظمات الإنسانية التي تعمل داخل اليمن. وفي أوائل عام 2017، بدأ البنك الدولي واحداً من أكبر البرامج لمساندة الخدمات الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتقوم على تنفيذ البرنامج منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسات حكومية يمنية ومنظمات غير حكومية.
ويشكل الأطفال قطاعا كبيرا من المستفيدين من البرنامج، وتم حتى الآن تطعيم .35 ملايين طفل من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وحصلت 730 ألف امرأة وطفل دون سن الخامسة على خدمات تغذية أساسية.
وفي أغسطس/آب، وافق البنك الدولي على تقديم 200 مليون دولار إضافية للمساعدة في مكافحة وباء الكوليرا سريع الانتشار. وتم إرسال أدوية على وجه السرعة، وتقديم الدعم لمنشآت الرعاية الصحية والعاملين فيها. وأُنشِئ 860 مركزاً لعلاج الكوليرا ونقطةً لعلاج الجفاف عن طريق الفم، وعولجت بنجاح 640,665 ألف حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا. وفضلاً عن ذلك، تم توفير مواد تنقية المياه بالكلور لمعالجة مصدر الوباء، وهو إمدادات مياه الشرب المُلوَّثة وعدم كفاية شبكات الصرف الصحي.
ونتيجةً لذلك، تراجع مُعدَّل الإصابات الجديدة بمرض الكوليرا، وانخفض معدل الوفيات بين المصابين بالمرض من 2.3% إلى 0.21%.
يعمل البنك الدولي على تقوية نظام الرعاية الصحية حتى يكون أفضل استعداداً لمواجهة الأزمات في المستقبل. وفي الوقت الحالي، لا يعمل 50% من منشآت الرعاية الصحية في البلاد.
وقالت ساندرا بلومنكامب – المدير القطري لمكتب البنك الدولي في اليمن "لقد كان للصراع وسوء التغذية والأمراض التي صاحبته آثار خطيرة على سكان اليمن. ويحتاج اليمنيون الآن إلى مساندة عاجلة لمساعدتهم في التغلُّب على أسباب الصراع، وكذلك حتى يمكنهم البدء بإعادة البناء حينما يتوقف القتال."