يعمل مشروع شبكة الأمان المنتجة وخلق فرص العمل في المناطق الحضرية الذي يدعمه البنك الدولي على توفير فرص لفقراء المناطق الحضرية في إثيوبيا في مجال التثقيف المالي، والتدريب الفني، فضلاً عن صرف منح لتأسيس شركات ومشروعات، مما يمكنهم من الانتقال من العمل المؤقت في الأشغال العامة إلى ريادة الأعمال المستدامة. ويعمل المشروع في 88 مدينة ويستفيد منه 1.7 مليون شخص، ويجمع بين الدعم قصير الأجل والتمكين على المدى الطويل، فضلاً عن تحقيق تعزيز الشمول الاقتصادي وإحداث تحول نوعي إيجابي على مستوى المجتمعات المحلية من خلال مبادرات شبكات الأمان المبتكرة.
وهذه مجموعة، معظمها من النساء والفتيات، يعملون في حرف يدوية بحماس باستخدام القصب (الجواسا) وألياف الجوت (الكاتشا) المنتجة محلياً في الساحة الفسيحة لمركز وينغيت العام للتعليم والتدريب الفني والمهني. وبتوجيه من معلميهم، يخصصون 3 ساعات يوميا على مدار 5 أيام في الأسبوع لتحسين وتطوير مهاراتهم.
وحيث إن تيجيست ليما هي أم وحيدة دون زوج وليس لها دخل منتظم وثابت، فلم تتمكن من إعالة ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات وأمها المسنة حتى سجلت نفسها في برنامج الأشغال العامة التابع للمشروع ، وقد حصلت من خلاله الآن على عمل قصير الأجل.
وعلى الرغم من أن كسب دخل شهري من برنامج الأشغال العامة قد أتاح شيئاً من الطمأنينة لتيجسيت، فإنها لا تزال تحلم بفرصة عمل أكثر أماناً استقراراً، ولقد شعرت بسعادة غامرة عندما علمت أن المشروع يقدم مساعدات إضافية لتطوير وتنمية أنشطة الأعمال للمستفيدين من برنامج الأشغال العامة.
إنني سعيدة للغاية بهذه الفرصة، لقد سجلت وأنا في قمة الحماس عندما عُرض الأمر علي، فلقد كانت الخبرات التي اكتسبتها هائلة، وكل يوم كنا نصل إلى قاعة الدراسة في الوقت المحدد وروحنا المعنوية عالية، إننا حقاً نشعر بالامتنان لإتاحة مثل هذ الفرص لنا.
تيجيست ليما
أم وحيدة دون زوج
إحداث تحول نوعي في سبل كسب العيش في المناطق الحضرية من خلال المشروع
بدعم من البنك الدولي، يجري تنفيذ هذا المشروع في 88 مدينة إثيوبية، ويعمل هذا المشروع على توفير فرص وخدمات متنوعة لنحو 1.7 مليون شخص، وتتمثل هذه الفرص والخدمات في تسهيل خلق الوظائف والتشغيل إلى جانب تمكين الشمول الاقتصادي والاجتماعي للفقراء في المناطق الحضرية، بما في ذلك المحتاجون والمعوزون والنازحون داخلياً. وجدير بالذكر أن برنامج رئيسي للتلمذة المهنية في إطار شبكة الأمان أدى حتى الآن إلى ربط أكثر من 60 ألف شاب وفتاة، معظمهم من المتسربين والمتسربات من المدارس، بوظائف ذات أجور في شركات خاصة.
وبالنسبة لبرنامج الأشغال العامة، يتم اختيار المستفيدين منه من خلال مجموعة إجراءات تتضمن استهداف أفراد المجتمعات المحلية المستحقين واختبار قياس مستوى الفقر، وبناء عليه يتم تقييم مدى أهلية واستحقاق الأسر المعيشية من خلال تقييم الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية وخصائص المسكن والأصول والممتلكات لتحديد وضعها الاقتصادي. وغالبية المستفيدين من النساء ذوات المستويات التعليمية المنخفضة اللاتي يعانين من محدودية الفرص المتاحة في سوق العمل الرسمية، ويوفر هذا البرنامج لهن فرصة عمل مؤقتة لمدة 36 شهراً تقريباً. وخلال هذه الفترة، يحصل المستفيدون والمستفيدات على برامج تثقيف مالي، ومهارات إدارة أعمال، وتدريب لاكتساب مهارات وسلوكيات حياتية على مدى 22 جلسة مدة كل منها ساعتان كل أسبوعين. ويُستكمل هذا التدريب بتدريب إضافي على المهارات الفنية مصمم خصيصاً لتخطيط أنشطة أعمالهم ومشروعاتهم. وعند الانتهاء من برامج التدريب، يحصلون على منحة تُصرف مرة واحدة وهي عبارة عن مبلغ مالي يمثل رأس مال مبدئي لإقامة نشاط أعمال، فضلاً عن الحصول على التدريب المستمر لضمان الاستدامة لمشروعهم الجديد.
دعم النمو الشخصي من خلال التدريب على المهارات
تعتبر مسيرة السيدة/ تيجيست خير شاهد على أثر المشروع، فبفضل المهارات التي اكتسبتها وحصولها على منحة لإقامة مشروعها الخاص، تستكشف الآن العديد من الأفكار الخاصة بتأسيس نشاط أعمال، بما في ذلك عمل ديكورات مصنوعة يدويا لحفلات الزفاف والمنازل.
وهي تقول "لدى الآن الثقة لإقامة مشروعي الصغير باستخدام مهاراتي الجديدة ومنحة رأس المال التي حصلت عليها من المشروع، كما يمكنني الاستفادة من التصاميم التي تعلمتها من التدريب لعمل قطع فنية فريدة من صنع يدي، بل ويمكنني البحث عن فرصة عمل لدى مؤسسة Elbee Business ، التي توظف من لديهم مثل مهاراتي".
ويستفيد الآلاف من المشاركين مثل تيجيست من موارد المشروع لخلق فرص مستدامة لكسب العيش. وتيجيست هي واحدة من بين 152077 مستفيداً من برنامج الأشغال العامة حصلوا على منحة لدعم تطوير وتنمية أعمالهم في إطار البرنامج، كما أنها، مثل العديد من المشاركين الآخرين، لديها الحافز والحلم لخلق مستقبل أفضل وأكثر أماناً، وقصتها هي قصة العديد من النساء المشاركات في البرنامج.
مستفيدة أخرى من البرنامج، هي هيروت ريتا، وهي تقوم بحياكة قفازات لحسابها الخاص. صورة: نيات نورو
ومن بين الكثير من المستفيدين الذين شهدوا هذه التغييرات والتحولات النوعية الإيجابية هيروت ريتا التي توضح قصتها مدى تركيز البرنامج على تعزيز القدرة على التكيف الاقتصادي والصمود في مواجهة الصدمات، فهيروت أم لطفلين، وهي مستفيدة للسنة الثانية من المشروع، وقبل انضمامها إلى المشروع، كانت هيروت تتمتع بمهارات الحياكة الأساسية، لكنها لم تتخيل أبداً أن هذه المهارات يمكن أن تكون أساسا لمشروع خاص بها،
ومن خلال برامج التثقيف المالي والتدريب على تطوير وتنمية أنشطة الأعمال في إطار المشروع، اكتسبت هيروت الثقة لبدء مشروعها الخاص بصناعة القفازات. وكان التحدي هو الحصول على رأس المال الأولي لبدء المشروع، وحتى تستطيع شراء أول ماكينة حياكة لها، قررت هيروت ادخار جزء من دخلها في إطار برنامج الأشغال العامة باستخدام طريقة ادخار تقليدية تسمى "إقوب" أو ما يُسمى بالجمعية وهو نظام ادخار بين مجموعة من أفراد المجتمع يجمع فيه المشتركون أموالهم بدفع قسط محدد ومعلوم ويتناوبون الحصول عليها بالدور.
ومع بدء نمو مشروعها، استطاعت هيروت توظيف ثلاثة أشخاص للمساعدة في الإنتاج. وفي الآونة الأخيرة، ساعدها المشروع في وضع خطة عمل لتوسيع نشاطها، ومن المقرر أن تحصل على منحة لهذا المشروع في نهاية سنتها الثانية في البرنامج.
وتوضح قصة نجاح هيروت كيف يعمل المشروع على تمكين النساء من أسباب القوة من خلال برامج التدريب والتثقيف المالي ومنح إقامة المشروعات وتأسيس الشركات. وبعيدا عن القصص الفردية، يشجع البرنامج على توسيع نطاق التمكين الاقتصادي للمرأة، مما يساعد على تغيير حياة أولئك اللاتي يعشن في المجتمعات المحرومة، فالمبادرات التي تُطرح على غرار هذا المشروع، تزود النساء مثل تيجيست وهيروت بالمهارات والموارد اللازمة لإقامة مشروعات ومنشآت أعمال وشركات مستدامة، وتأمين مستقبل أكثر إشراقا لأنفسهن ومجتمعاتهن.