في أبريل/نيسان، أقر محافظو البنك الدولي هدفين تاريخيين: إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030، وضمان الرخاء المشترك. وسوف يتطلب هذا الأمر العمل الكثير لإنهاء الفقر: تحقيق نمو قوى وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وزيادة الإنتاجية الزراعية، وتوفير بيئة أعمال أفضل، وخلق فرص عمل، وتوفير التعليم الجيد، وتوفير الرعاية الصحية الجيدة. علينا أن نقوم بعمل المزيد من ذلك في الأماكن الصعبة، ولاسيما تلك الهشة والمتأثرة بالصراعات. كما يتطلب تحقيق ذلك أيضاً التغلب على أوجه الضعف المؤسسي وعدم التسامح مطلقاً مع الفساد. وبدون تحسين نظام الإدارة العامة فلن يتسنى انتشال 1.2 مليار شخص لا يزالون يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم أو أقل للخروج من دائرة الفقر، وضمان استفادة جميع المواطنين من النمو الاقتصادي.
ويعد تحسين نظم الإدارة العامة والدور الذي يقوم به في مجال مكافحة الفقر أمرا معقدا. وقد أخبرني مؤخرا وزير مالية بلد غني بالموارد ولكنه فقير بأن دعم الوقود في هذا البلد، المصمم لحماية الفئات الأكثر ضعفاً من ارتفاع الأسعار، "مجحف" في نهاية المطاف بحق الفقراء لأن الأغنياء هم الأكثر استفادة منه، وبالتالي فإن الدعم عبارة عن إسراف ويعتبر غير فعال. كما وصف مسؤول آخر من أحد البلدان متوسطة الدخل تحقيق الرخاء المشترك بالأمر الصعب لأن الطبقة المتوسطة المتنامية لديها طموحات أو توقعات عالية، وتصاب بخيبة الأمل بسبب الفساد ونقص الخدمات، مما يجعلها أقل استعداداً لتقديم المساعدة للدولة.
يتعلق الأمر الأول بمشكلة إنفاق، ومحاولة إصلاحها غالباً ما تكون مصحوبة بتكاليف سياسية مرتفعة. فقد عانى كل من اليمن وإندونيسيا ونيجيريا والأردن وبلدي اندونيسيا من أعمال الشغب بسبب إصلاحات دعم الوقود. وفي حين أنه لا ينبغي مع وجود أموال عامة محدودة أن يكون هناك مجال للهدر، فإن الدعم الشامل يقوم بهذا العمل نفسه: حيث يعمل على تبديد الموارد الاحتياطية، كما أنه مكلف وغير فعال. ويشير تحليل للبنك الدولي (e) إلى أن حوالي 8 في المائة فقط من مبلغ 409 مليارات دولار تم إنفاقها على دعم الوقود الأحفوري في البلدان النامية في جميع أنحاء العالم في عام 2010 ذهب إلى أفقر 20 في المائة من السكان. وفي سبعة بلدان أفريقية (e) حصل أغنى 20 في المائة من السكان على فوائد تزيد ست مرات من دعم الوقود الذي حصل عليه السكان الأشد فقراً وذلك لأن الأغنى يستهلكون أكثر.