خطب ونصوص

وصفة للصحة الجيدة: مياه مأمونة وصرف صحي

03/21/2012



عشية اليوم العالمي للمياه (22 مارس/آذار)، ظهرت بعض الأخبار الجيدة للصحة العامة غير المتعلقة بالرعاية الطبية "للمرضى"، ولكن بالاستثمار الحيوي الذي يجعل الناس أكثر صحة وأكثر إنتاجية، ويبشر بنوعية أفضل للحياة خاصة بين الفقراء.

يقول تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة/منظمة الصحة العالمية لعام 2012، والذي صدر بعنوان التقدم في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، إن 89 في المائة من سكان العالم، أو ما يعادل 6.1 مليار نسمة، تمكنوا من الحصول على مياه شرب محسنة في نهاية عام 2010. وهذا يعني أن الهدف الإنمائي للألفية المعني بذلك سيتحقق قبل الموعد المحدد وهو عام 2015. ويتوقع التقرير أيضا أن 92 في المائة من السكان سيتوفر لهم إمكانية الحصول على مياه شرب أفضل بحلول عام 2015.

ولكن النبأ غير السار هو أن 63 في المائة فقط من العالم يتمكنون من الحصول على خدمات الصرف الصحي، وهو رقم من المتوقع ألا يزيد إلا إلى 67 في المائة بحلول عام 2015، أي أقل كثيرا من النسبة المحددة في الأهداف الإنمائية للألفية وهي 75 في المائة. ويفتقر 2.5 مليار شخص حاليا إلى خدمات الصرف الصحي المحسنة. ويبرز التقرير أيضا حقيقة أن الأرقام العالمية تخفي تفاوتات كبيرة فيما بين المناطق والبلدان وداخل البلدان (على سبيل المثال، 61 في المائة فقط من السكان في أفريقيا جنوب الصحراء يحصلون على مياه مأمونة).

هل هذه الأخبار تهم المعنيين بالصحة العامة مثلي ممن يعملون في مجال نظم الرعاية الصحية، ولكنهم ليسوا من مهندسي الصرف الصحي؟

الإجابة هي نعم قاطعة، لأن تحسين شبكات المياه والصرف الصحي يشكل عنصرا مكملاً ضروريا لخدمات الرعاية الصحية الأولية وتدخلات التغذية المستهدفة للحد من الوفيات وسوء الصحة في الأحياء الفقيرة الحضرية والريفية حيث يتركز الفقراء. وتسهم مياه الشرب غير المأمونة، وعدم توفر المياه لأغراض النظافة العامة، وعدم إمكانية الوصول إلى خدمات الصرف الصحي في حوالي 88 في المائة من الوفيات الناجمة عن أمراض الإسهال، أو وفاة أكثر من 1.5 مليون طفل من بين 1.9 مليون طفل دون الخامسة ممن يموتون كل عام بسبب الإسهال. ويقدر ذلك بنحو 20 في المائة من جميع الوفيات دون الخامسة، ويعني أن أكثر من خمسة آلاف طفل يموتون يوميا نتيجة لأمراض الإسهال.

والمعضلة التي تواجه المجتمع الدولي بسيطة: فهل سننتظر لعلاج الأطفال المرضى في العيادات الصحية المجددة حديثا التي توفر العلاج بالأدوية وإبقائهم في المستشفيات المكلفة، أم ينبغي أن نوجه الموارد الشحيحة لإنشاء شبكات المياه المأمونة والصرف الصحي المستدامة التي تحول دون إصابة الأطفال بالأمراض؟

ومن خلال عملي في المناطق الريفية في أعالي منطقة الأنديز في بلدي الأصلي الإكوادور، فقد رأيت كيف أن تحسين فرص الحصول على المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي وحدها يمكن أن تقلل الأمراض المتعلقة بالإسهال مقترنة بالتوعية بالنظافة واستخدام المراحيض، والتخلص المأمون من البراز، وغسل اليدين. وتساعد اللقاحات الدورية والفحوصات الصحية الأساسية والتغذية السليمة، ولا سيما للتعامل مع حالات نقص الحديد واليود ونقص فيتامين "ألف" لدى الأطفال، في القضاء على جزء كبير من عبء الأمراض المعدية.

وفي حين ينبغي أن نفرح بالأخبار الجيدة في اليوم العالمي للمياه عام 2012، ينبغي أيضا أن نحذو حذو جون سنو، أحد أعمدة الصحة العامة الحديثة، الذي نجح في منتصف القرن التاسع عشر في إثبات أنه عن طريق إزالة مضخات المياه التي كانت تضخ مياها ملوثة أمكن السيطرة على أوبئة الكوليرا التي كانت شائعة في لندن في ذلك الوقت. وبتطبيق معرفتنا في مجال الصحة العامة حول كيفية انتشار الأمراض المعدية داخل المجتمعات المحلية، يمكن أن نحقق تأثيرا كبيرا ودائما من خلال العمل جنبا إلى جنب مع زملائنا العاملين في مجال المياه والصرف الصحي بالتعامل مع مصدر هذه الأمراض بدلا من مجرد التعامل مع أعراضها.


Api
Api

أهلا بك