خطب ونصوص

ملاحظات رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم في المؤتمر الصحفي الافتتاحي للاجتماعات السنوية في طوكيو

10/10/2012


رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي طوكيو, اليابان

بالصيغة المعدة للإلقاء

شكراً على حضوركم. أعرف أن عددا كبيرا منكم حضر الاجتماعات السنوية من قبل. هذه في الحقيقة هي المرة الأولى بالنسبة لي، وأنا أتطلع إلى لقاء محافظي البنك والأطراف المعنية.

أولا، اسمحوا لي بأن أتوجه بالشكر لليابان حكومة وشعبا على استضافتنا.  فالتخطيط والعمل الذي أنجز وما نلقاه من كرم الضيافة هو شيء رائع.

وأعتقد أن لهذا مغزاه الخاص إذ إن هذا العام يوافق الذكرى الستين للعلاقة التي ظلت متينة على مر السنين بين البنك واليابان.

فقد بدأت اليابان كواحدة من البلدان المتعاملة معنا خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي حيث بلغ إجمالي ما اقترضته 863 مليون دولار ضختها في 30 مشروعا تشمل مشاريع شهيرة مثل القطار السريع وسد كيرويون وطريق توماي السريع. وغدت اليابان واحدة من أكبر البلدان المساهمة في البنك الدولي وثالث أكبر مانحي المؤسسة الدولية للتنمية - وهي صندوق البنك المعني بمساعدة بلدان العالم الأشدّ فقراً. وهي فعلا قصة نجاح واستعراض رائع للسخاء.

إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد. فقد تبادلت اليابان معارفها وخبراتها مع باقي بلدان العالم التي تعاملت معها من بلدان نامية إلى بلدان متقدمة.

وقد شاركت بالأمس في واحد من هذه البرامج، وهو حوار سينداي. وطلبت منا حكومة اليابان توظيف قدرات البنك الدولي على الحشد لمساعدتها على مشاركة دروس إدارة مخاطر الكوارث المستفادة من زلزال وتسونامي مارس/آذار 2011. وتواجه بلدان كثيرة الكوارث المأساوية وتتعافى من آثارها. لكن أمم عظيمة كاليابان تتلقى المأساة وتشاطر الآخرين الدروس المستفادة منها.

ونحن نعلم أن العالم حلقة متصلة. فالمعرفة المكتسبة في جزء منه يمكن أن تنطبق على أجزاء أخرى منه. وما يحدث في ركن من أركان العالم، كأوروبا، يمكن أن تكون له آثار هائلة على مناطق أخرى منه.

ونحن في زمن محفوف بالتحديات. فأسعار الغذاء تظل مرتفعة ومتقلبة، والنمو في البلدان مرتفعة الدخل ضعيف، أما البلدان النامية التي تمثل قاطرة النمو فلن تكون بمنأى عن التقلبات المتزايدة في الاقتصاد العالمي.

وتثير التقارير الاقتصادية الصادرة خلال الأسابيع الأخيرة القلق. ولا عاصم اليوم لأحد من التقلبات التي تشهدها هذه الفترات، لاسيما الفقراء الذين لا يقيهم سوى النزر اليسير من شبكات الأمان والموارد، إذا كان لديهم أي منها، والذين يعيشون يوما بيوم.  والآن، فإن مهمتنا في البنك الدولي هي التأكد من أن النمو الذي شهدناه في البلدان النامية على مدى السنوات الخمس الماضية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا لا يبدده تردي الأوضاع.

وفي إطار بدء الحوار حول العقبات والحلول للقضاء على الفقر، أطلق البنك الدولي في معرض الاستعداد لهذه الاجتماعات حملة حوار عالمي على الإنترنت بعنوان: "ما المطلوب للقضاء على الفقر؟" ونحن بصدد استلهام الأفكار والآراء من الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفيديو. وهذه وسيلة عظيمة لتحفيز النقاش حول نتائج حقيقية وعملية.

لأن الأمر في النهاية يهدف إلى التوصل إلى نتائج. وأنا أسأل فرق العمل لدينا: "ما الذي يمكن أن نفعله لكي نحدث تغييرا جوهريا في مسار التاريخ ونقضي على الفقر المدقع بوتيرة أسرع من التوقعات الحالية. "

إن مهمتنا هي أن نحدث تأثيرا تحفيزيا في جهود القضاء على الفقر. والأنباء السارة هي أن الإجابة التي تردد صداها في جنبات مجموعة البنك الدولي كانت "نعم، نستطيع أن ثني قوس التاريخ." هذا هو سبب وجودنا في البنك الدولي- نريد أن نحارب الفقر وأن نحدث فارقا في التاريخ. كان هذا هو شغلي الشاغل على مدار حياتي المهنية، وقد عملت في مواقع شديدة الفقر وهذه المؤسسة تضطلع بهذه الرسالة الجوهرية.

لقد توليت هذه المهمة قبل 104 أيام. وإذا كنت أشعر بالسعادة لما اعترى البنك من تغيرات تتعلق بالانفتاح والنتائج والمساءلة، فإنني أعتقد أن البنك بوسعه أن يقدم أكثر من هذا بكثير. نحتاج لأن نكون أكثر سرعة ومرونة وتركيزا على تحقيق النتائج والوفاء بالالتزامات. وخلال هذه الاجتماعات، لن أشاطركم آرائي حول مسائل الإصلاح فحسب، بل سأستمع إلى آراء عملائنا وأبحث عن السبل الكفيلة بتنفيذ الإصلاحات الفاعلة.

أشكركم.

 

Api
Api

أهلا بك