يواجه لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه 4.5 مليون نسمة، مصاعب جمة من أجل تلبية احتياجات 1.5 مليون لاجئ سوري تدفقوا عبر حدوده. ولبنان ليس بغريب على الاضطرابات السياسية والاقتصادية، إلا أن الأزمة السورية اندلعت عند منعطف مهم من مسيرة تعافيه الاقتصادي.
في عام 2010، أشار المجلس العالمي للسفر والسياحة إلى أن لبنان كان أسرع المقاصد السياحية نمواً في العالم حيث زاد عدد السياح الوافدين إليه بنسبة 40 في المائة واستقبل أكثر من مليوني زائر. ويزخر لبنان بتاريخ ثري من المعالم التي تعود لآلاف السنين ومناظر طبيعية خلابة فضلاً عن شعبه المضياف الذي يرحب بالوافدين من جميع أنحاء العالم. إلا أنه بحلول العام 2013، وبسبب التوترات الإقليمية والمخاوف الأمنية، شهد لبنان هبوطاً في عدد السياح بلغت نسبته 43 في المائة وتحولاً شديداً في التركيز من التعافي الاقتصادي الواعد إلى تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
قال نبيل الجسر، رئيس مجلس الإنماء والإعمار ، "لم تؤثر هذه الأوقات العصيبة في مثابرتنا وإخلاصنا لتراثنا، ولم تقلل من همتنا في الحفاظ على التراث الثقافي وعلى مركزية السياحة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية."