Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي05/12/2022

مصر: توفير فرص عمل عن طريق تحسين البيئة التنظيمية للمستثمرين

نقاط رئيسية

  • أرسى برنامج تكافؤ الفرص وتبسيط بيئة الاستثمار الأسس اللازمة لحصول المستثمرين على تراخيص التشغيل بسرعة وسهولة.
  • أدت الإصلاحات التي أدخلها البرنامج إلى خفض المدة اللازمة لإصدار ترخيص مزاولة النشاط التجاري وتخصيص الأراضي للشركات بنسبة 91% في المتوسط.
  • ساعدت هذه العملية الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة (جافي) في إنشاء نظام الشباك الواحد كنافذة للمستثمرين المحتملين. وساندت أيضاً الهيئة العامة للتنمية الصناعية في خفض المدة التي يستغرقها إصدار التراخيص الصناعية للأنشطة العالية المخاطر من 640 يوماً إلى 55 يوماً.

تم إطلاق برنامج تكافؤ الفرص وتبسيط بيئة الاستثمار في مصر في عام 2016. وقد أرسى الأسس اللازمة لحصول المستثمرين المحليين والأجانب بطريقة أسرع وأكثر يسرا على تراخيص التشغيل من أجهزة الحكم المحلي لإقامة المشاريع والحصول على أراضٍ لأغراض الصناعة، مثل إنشاء مصانع لتصنيع السلع.

وعلى الرغم من انتهاء فترة عمل البرنامج في عام 2021، فقد ترك بصمته على نظام الشباك الواحد الذي تطبقه الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة (جافي) ويعمل كنافذة لخدمة المستثمرين المحتملين. من جهة أخرى، دعم البرنامج الهيئة العامة للتنمية الصناعية في تبسيط اللوائح التنظيمية الصناعية وتنفيذها عن طريق الكمبيوتر بطريقة غير مركزية بما يتماشى مع الممارسات الدولية الجيدة. علاوة على ذلك، ساعد البرنامج المبادرة المصرية لإصلاح مناخ الأعمال (إرادة) على توسيع نطاق قدراتها بغرض إدارة عملية الإصلاح.

وفي بلد مثل مصر، حيث يدخل عدد كبير من خريجي المدارس والجامعات سوق العمل كل عام، يُعد وجود بيئة أعمال ملائمة للمستثمرين أمراً بالغ الأهمية لتمكين القطاع الخاص من أن يصبح محركاً لتوفير وظائف أكثر وأفضل.

 من جانبه، يساعد برنامج البنك الدولي الذي تبلغ قيمته 5 ملايين دولار في إرساء الأسس لهذا الأمر عن طريق مساندة تنفيذ عدد من الإصلاحات الحكومية الجريئة - وتحويلها من قوانين على الورق إلى ممارسة على أرض الواقع. يشمل ذلك قانون الاستثمار الذي يسعى إلى إحداث تحوّل في بيئة الاستثمار، وقانون التراخيص الصناعية، وقانون الهيئة العامة للتنمية الصناعية، والتعديلات على قانون الشركات، وتحديث مركز خدمات المستثمرين، ووضع أول خريطة رقمية للاستثمار في مصر.

وفيما يخص المستثمرين، كان تنفيذ هذه القوانين يعني تحسناً بنسبة 91% في متوسط المدة التي يستغرقها الحصول على ترخيص مزاولة النشاط التجاري. في السابق، كان الأمر يستغرق 320 يوماً، أما اليوم فلا يستغرق الأمر سوى 28 يوماً. ويمكن لأي مستثمر التسجيل لدى جافي خلال مدة تقل عن يوم واحد، مقارنة بثمانية أيام قبل بدء البرنامج. كما ساعد نظام منح التراخيص بالإخطار الذي تم استحداثه في الهيئة العامة للتنمية الصناعية في خفض عدد الأيام التي يستغرقها إصدار التراخيص الصناعية للأنشطة العالية المخاطر من 640 يوماً إلى 55 يوماً.

 وتم تخصيص أكثر من 2080 قطعة أرض للأنشطة الصناعية بالاستعانة بخريطة الاستثمار الجديدة التي وضعتها الهيئة في أثناء تنفيذ البرنامج. وبدأت خريطة الاستثمار أيضاً تلقي المناقصات عبر الإنترنت. وأدى أول برنامج للمناقصات الإلكترونية، الذي أطلقته مصر في محافظة شمال سيناء، إلى تقييم 1141 عطاءً لمشروعات زراعية.

 في هذا السياق، قال محمد سلامة، الرئيس التنفيذي لمزارع تُوليمة، وهي واحدة من أولى شركات الصناعات الزراعية المراعية للمناخ في مصر: "جافي هي السبب الرئيسي لقدرتنا على بدء أعمالنا". تهدف تُوليمة، ومقرها في محافظة البحيرة، إلى التصدي للاعتقاد السائد أن المنتجات ذات القيمة الغذائية والصحية والخالية من المبيدات يجب أن تكون باهظة الثمن. وهي تهدف أيضاً إلى تحسين مستوى المعرفة المحلية بتقنيات الزراعة الصديقة للبيئة. وأوضح سلامة أنه نظراً إلى أن الشركة جديدة في السوق، "لم يكن الجميع على دراية بما نقوم به. لكن لجنة السياسات في جافي فكانت على دراية جيدة وقدمت لنا المساعدة لبدء عملنا."

بالإضافة إلى ذلك، ساعدت جافي الشركة في التغلب على أي عقبات في تعاملها مع الجهات الحكومية. ويقول الرئيس التنفيذي "تسجيل الشركة لم يستغرق سوى يومين، في مقابل ثلاثة أسابيع في المتوسط في الماضي. "يمكن حقاً أن نشعر بمستوى أعلى من الكفاءة والسرعة في إتمام الإجراءات."

احدى الاخصائيات في مزارع توليمة، واحدة من أولى شركات الصناعات الزراعية المراعية للمناخ في مصر

احدى الاخصائيات في مزارع توليمة، واحدة من أولى شركات الصناعات الزراعية المراعية للمناخ في مصر 

Andrew Anwar

علاوة على ذلك، وسّعت منحة إضافية من البنك الدولي بقيمة 1,746 مليون دولار في عام 2020 نطاق الدور الأولي لجافي في العمل إلى جانب قانون الاستثمار الجديد كنقطة دخول رئيسية للشركات وشباك واحد للمستثمرين الذين يحتاجون إلى تراخيص وتصاريح. وتم أيضاً استحداث نظام رقمي لتبسيط الإجراءات، مع سهولة الوصول إلى النظام الذي تم إنشاؤه في مختلف المناطق الجغرافية المعنية. ووفرت تلك المنحة التمويل لكل من: (1) التنسيق الإلكتروني ومزامنة النظام بين الوزارات التنفيذية والسلطات المحلية في مختلف المحافظات والهيئات العامة المشاركة في منح تراخيص وتصاريح مزاولة النشاط التجاري؛ و(2) إنشاء نظام لمراقبة الجودة لضمان الكفاءة والفعالية؛ و(3) تحسين الهيكل التنظيمي لجافي وتطوير قدرات موظفيها في مجال تكنولوجيا المعلومات لتشغيل النظام المحدّث.

 وتُعد شركة الجمعية للتكنولوجيا المالية، التي تدير تطبيقاً على الهاتف المحمول لرقمنة المدخرات غير الرسمية، شركة ناشئة أخرى استفادت من نظام الشباك الواحد الذي تتيحه جافي. وفي هذا الصدد، قال أحمد محمود عابدين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الجمعية: "لم يستغرق التسجيل سوى خمسة أيام... وقبل العمل في الجمعية، سبق لي العمل لدى شركات أخرى ورأيت بنفسي كيف كانت عملية تسجيل الشركات عملية بيروقراطية وتستغرق وقتاً طويلاً." يبلغ متوسط أعمار موظفي شركة الجمعية 28 عاماً، ويستخدم التطبيق الذي تديره نحو 50 ألف عميل، وهي تسعى لتعبئة التمويل لزيادة قاعدة عملائها وحجم قوة العمل لديها وتوسيعها بحلول نهاية عام 2022.

ومن بين من حصلوا على التراخيص الصناعية عن طريق برنامج تكافؤ الفرص وتبسيط بيئة الاستثمار السيدة سهيلة النويهي، مالكة مصنع إيجي مكس لتصنيع الأخشاب. وهي تتحدث عن الأمر قائلة: "لقد استغرق تجديد ترخيصنا نحو ثمانية أيام. فيما مضى، كانت توجد الكثير من المعوقات البيروقراطية التي تؤدي إلى أن تستغرق هذه العملية أكثر من شهرين." ويُعد متوسط أعمار العاملين في مصنعها منخفضاً أيضاً، إذ يبلغ 25 عاماً. وتمتلك سهيلة مصنعاً آخر، وترغب في توسيع نطاق أعمالها.

 ومجموعة العربي، وهي من أكبر الشركات المصنعة للأجهزة الكهربائية في مصر، من بين المستفيدين من برنامج تكافؤ الفرص وتبسيط بيئة الاستثمار. قال محمد العربي، رئيس قسم أجهزة الطهي: "الإجراءات الجديدة التي تتخذها الهيئة العامة للتنمية الصناعية تعني أن تجديد تراخيصنا يستغرق أقل من شهر... وكان تجديد التراخيص يتطلب إرسال عدة موظفين إلى عدة جهات حكومية مختلفة. أما الآن، يتولى موظف واحد إتمام إجراءات التجديد عن طريق نظام الشباك الواحد."

 وأوضح العربي أن "الهيئة العامة للتنمية الصناعية قدمت المساعدة عن طريق تقييم قدرة موردي قطع غيار الأجهزة الكهربائية المصريين الذين نتعامل معهم والنهوض بمستواهم لتلبية توقعات شركائنا الأوروبيين. وتبلغ نسبة المكون المحلي في منتجات المجموعة حالياً 70%. ومن بين ما تحلم به المجموعة هو الوصول بنسبة المكوّن المحلي إلى 100%."

يأتي برنامج تكافؤ الفرص وتبسيط بيئة الاستثمار ضمن مجموعة كبيرة من عمليات البنك الدولي ودراساته التحليلية المستمرة التي تهدف إلى مساندة توفير فرص عمل بقيادة القطاع الخاص في مصر. وبغية ضمان الدعم المستمر في هذا المجال، يركز إطار الشراكة المقبل بين البنك الدولي ومصر للسنوات المالية 2023-2027 بصفة خاصة على توفير وظائف أكثر وأفضل في القطاع الخاص.

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image