Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي12/12/2022

الطبيعة توفر حلولاً مناخية للمدن

The World Bank

أراضي رطبة في كولمبو، سريلانكا

مصدر الصورة: أندرينا فيرناندو / البنك الدولي

نقاط رئيسية

  • تتطلع المدن بشكل متزايد إلى الحلول القائمة على الطبيعة مثل الأراضي الرطبة وأشجار المانغروف لتصبح أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ
  • الحلول القائمة على الطبيعة تخفف من مخاطر الكوارث بطريقة فعالة من حيث التكلفة، مع تقوية النظم البيئية أو إعادة تأهيلها
  • منذ عام 2012، دأب البنك الدولي على إدماج الحلول القائمة على الطبيعة في أكثر من 100 مشروع في 60 بلدًا في أربع قارات.

قبل اثني عشر عاماً، أدت عاصفة قوية سببتها ظاهرة النينيا إلى هطول أمطار غزيرة على كولومبيا. وأودت الفيضانات العارمة والانهيارات الأرضية الواسعة التي نتجت عنها بحياة مئات الأشخاص. وشهدت العاصمة بوغوتا واحدة من أسوأ حالات الطوارئ في تاريخها عندما فاض نهر ريو بوغوتا، الذي يحمل اسم المدينة نفسه، مما أدى إلى تكوين سهله الفيضي مرة أخرى. وغمرت مياه النهر، التي اختلطت بمياه الصرف الصحي والنفايات والحطام، الأراضي الزراعية والمنازل والمدارس.

في أعقاب تلك الكارثة، شرعت هيئة البيئة في منطقة بوغوتا في تنفيذ خطة للحد من خطر الفيضانات وتنظيف النهر الملوث. واستلزمت مواجهة تلك الحالة مزيجاً من البنية التحتية للتحكم في الفيضانات، والتوسع في معالجة مياه الصرف الصحي، وحلول قائمة على الطبيعة - وهو نهج يشهد انتشاراً متزايداً، يبحث، كما يوحي اسمه، عن حلول في الطبيعة.

أعاد مشروع يدعمه البنك الدولي تخصيص 165 هكتاراً من المناطق ذات الاستخدامات المتعددة المواجهة لنهر ريو بوغوتا لإتاحة مساحة لتدفق مياه الفيضانات عبر المدينة دون أن تُعرِّض السكان أو البنية التحتية للخطر. ونتيجة لذلك، أمكن الحد من مخاطر الفيضانات على 1.2 مليون شخص، من بينهم 124 أسرة كانت تعيش ذات يوم على ضفاف النهر وأعيد توطينها خارج المنطقة التي تتعرض للفيضانات. 

واليوم، تربط أيضاً مناطق الفيضانات المليئة بالغطاء النباتي النهر من الناحية الهيدرولوجية بالأراضي الرطبة التي كانت ممتدة ذات يوم. وقد تراجعت مساحة تلك الأراضي منذ عام 1950 من 50 ألف هكتار إلى ما لا يزيد عن 1000 هكتار اليوم. إلا أن الأمل يتمثل في استعادة الأراضي الرطبة تدريجياً، وإسناد أمر حمايتها لسلطات المدينة.

حلول قائمة على الطبيعة: طريقة فعالة من حيث التكلفة لتعزيز القدرة على الصمود والتنوع البيولوجي

يتزايد تطلع مدن مثل بوغوتا إلى إيجاد حلول قائمة على الطبيعة لتصبح أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ. وتُعرف هذه الأنظمة الطبيعية أيضاً باسم البنية التحتية القائمة على الطبيعة أو البنية التحتية الخضراء، وهي توفر خدمات بالغة الأهمية. على سبيل المثال، تعمل الأراضي الرطبة على الحد من مخاطر الفيضانات، في حين تقلل أشجار المانغروف من تأثير الأمواج والعواصف العاتية. وتعزز الحلول القائمة على الطبيعة أيضاً التنوع البيولوجي. ويمكن أن تكون فعالة لا سيما عندما تصبح عنصراً مكملاً للبنية التحتية "الرمادية" التقليدية المصنوعة من الأسمنت أو الفولاذ، أو أي مواد أخرى من صنع الإنسان.

إن كولومبيا ليست البلد الوحيد الذي يواجه زيادة الخسائر بسبب الكوارث الطبيعية. فعلى مدى العقدين الماضيين، ألحقت الكوارث أضراراً بأكثر من 4 مليارات شخص، وأودت بحياة ما يزيد على مليون شخص، وتسببت في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 2.9 تريليون دولار. وكان لتدهور مستجمعات المياه تأثير على مياه الشرب التي يستخدمها أكثر من 700 مليون شخص، مما كلف المدن مجتمعة 5.4 مليارات دولار من أجل معالجة تلك المياه، في حين تؤثر موجات الجفاف على 35 مليون شخص في المتوسط كل عام.

منذ عام 2012، دأب البنك الدولي على إدماج الحلول القائمة على الطبيعة في أكثر من 100 مشروع في 60 بلدًا في أربع قارات. وتلعب هذه الحلول أيضاً دوراً رئيسياً في التكيف مع تغير المناخ وفي بناء قدرة المناطق الطبيعية والمجتمعات المحلية على الصمود. ويجري استخدام العديد من الحلول القائمة على الطبيعة للمساعدة على إدارة مخاطر الكوارث وتقليل حدوث الفيضانات والانهيارات الطينية والكوارث الأخرى والحد من تأثيراتها. وهي طريقة فعالة من حيث التكلفة للتصدي لتغير المناخ، مع مواجهة تدهور التنوع البيولوجي والأراضي في الوقت نفسه: ويمكن التصدي للعديد من المشكلات في آن واحد.

منذ عام 2012، دأب البنك الدولي على إدماج الحلول القائمة على الطبيعة في أكثر من 100 مشروع في 60 بلدًا في أربع قارات.
The World Bank

أراضي رطبة في بوغوتا، كولومبيا

مصدر الصورة: البنك الدولي

إنقاذ نهر تشيفيف في مدينة بيرا، موزامبيق

مدينة بيرا في موزمبيق هي مدينة أخرى أدى تدهور نهرها إلى زيادة خطر الفيضانات على مجتمع محلي عرضة للخطر بالفعل. ولمواجهة هذا الأمر، وبدعم من شركاء التنمية، لا سيما برنامج المدن وتغير المناخ الذي يموله البنك الدولي، جمعت سلطات المدينة بين البنية التحتية الرمادية والخضراء لإحياء نهر تشيفيف مع الارتقاء بمستوى معيشة السكان الذين يعيشون على مقربة منه.

يتأثر نهر تشيفيف، الذي يبلغ طوله 3.5 كيلومترات، بالمد والجزر. وهو يمتد عبر ميناء الصيد في المدينة ومركزها التجاري وبعض أحيائها الأكثر فقراً. إلا أنه أصبح منفصلاً عن تدفق المد والجزر الطبيعي، ومختنقاً بسبب القمامة، وملوثاً بالفضلات البشرية. وتعرضت العناصر الطبيعية التي تخفف من حدة الفيضانات، مثل أشجار المانغروف والغطاء النباتي الأصلي، لتدهور شديد.

وقد بدأ تعافي نهر تشيفيف بفضل الأنشطة المجتمعية لاستعادة أشجار المانغروف ومشروع للبنية التحتية الرمادية لتوسيع حوض النهر من أجل المد والجزر حتى يحتفظ بمزيد من مياه الأمطار، وإنشاء منفذ للمد والجزر يمكن التحكم فيه لتنظيم وارد النهر وتصرفاته. وقد أوجدت البنية التحتية الخضراء متنزهاً متعدد الأغراض على ضفاف النهر بمساحة 17 هكتاراً، مع مسارات للمشاة وأماكن للفعاليات وسوق محلية وأكشاك ومناطق للأنشطة المجتمعية الأخرى.

وسائط إعلامية

The World Bank
فيديو 01/31/2022

Building a Better Beira

إحياء الأراضي الرطبة في المناطق الحضرية في كولومبو 

في مدينة كولومبو الساحلية في سري لانكا، تلعب شبكة الأراضي الرطبة في المناطق الحضرية التي أُعيد إحياؤها دوراً رئيسياً في الجهود المبذولة للحد من خطر الفيضانات. فالأراضي الرطبة تمتص مياه الفيضانات وتطلقها بأمان عندما تنحسر المياه، وتعمل جنباً إلى جنب مع البنية التحتية المادية، مثل محطات الرفع والأنفاق، لحماية المدينة. وهي تُعد أيضاً بمنزلة مكيفات هواء طبيعية، وأجهزة لتنقية المياه والهواء، وبالوعات لامتصاص الكربون، وملاذات آمنة للزراعة والتنوع البيولوجي.

لقد فقدت كولومبو نحو 40% من الأراضي الرطبة بسبب التوسع العمراني على مدى العقود العديدة الماضية. إلا أن فيضانين كبيرين حدثا في عام 2010 كان من شأنهما أن سلطا الضوء على الحاجة إلى استعادة تلك الأراضي. وأدى مشروع التنمية الحضرية /مترو كولومبو، بدعم من البنك الدولي، إلى إطلاق حوار بشأن الجوانب الفنية والسياسات. ونتج عن الحوار الحفاظ على الأراضي الرطبة المتبقية في كولومبو وإدماجها في المدينة - مما جعل كولومبو تحظى باعتراف دولي بوصفها أول عاصمة تُعتمد على أنها مدينة الأراضي الرطبة بموجب اتفاقية رامسار العالمية للأراضي الرطبة.

تشكل الأراضي الرطبة في كولومبو شبكة مزدحمة من النظم البيئية بين الأبراج الإدارية والمباني التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية والمعابد والمآذن. واليوم، أصبحت المساحة التي تبلغ نحو 20 كيلومتراً التي تتكون من بحيرات المياه العذبة والغابات الرطبة والأراضي العشبية الرطبة والمستنقعات موطناً لزهور اللوتس الوردية والفراشات المرقطة والقط صيّاد الأسماك. ويتجاوز هدف المشروع منع الفيضانات في المستقبل إلى تعديل وضع المتنزهات في المناطق الحضرية والأراضي الرطبة لتكون القلب النابض للحياة في المدينة.

وإلى جانب عمليات التحسين في قلب الأماكن الحضرية، توفر مثل هذه المشاريع في سري لانكا وموزمبيق وكولومبيا مزيداً من الدعم الاقتصادي على نطاق واسع، مع الالتزام بأهداف الحد من الانبعاثات التي تساهم في تغير المناخ. ولأن البرامج القائمة على الطبيعة تخفف من مخاطر الكوارث بطريقة فعالة من حيث التكلفة، مع تقوية النظم البيئية أو إعادة تأهيلها، فإنه يمكنها أن توفر مزايا أخرى، بما في ذلك الارتقاء بمستوى الزراعة ومصائد الأسماك، وتحسين خدمات إمدادات المياه، وإتاحة الفرص لزيادة الأنشطة السياحية والترفيهية والوصول إلى مواقع التراث الثقافي، التي تدعم جميعها مستوى الرفاهة الاقتصادية والإنسانية.

وبالتصدي لتغير المناخ، وتحسين حياة الفئات الأكثر احتياجاً وزيادة التنمية الاقتصادية، تتيح الحلول القائمة على الطبيعة فرصة تعود بالنفع على الجميع، بل وعلى كوكب الأرض بأسره.

وسائط إعلامية

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image