Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي 09/20/2021

إشراك المرأة في الصفوف الأمامية لجهود إعادة الإعمار في العراق

Image

مالكة متجر تجاري صغير تعمل من بيتها في قضاء المحمودية الواقع جنوب مدينة بغداد، العراق، 2021. بعدسة البنك الدولي - Codex-Productions.


خلال سنوات الصراع في العراق، تعرض جسر الضلوعية في محافظة صلاح الدين للتدمير على يد تنظيم داعش في عام 2014، مما أدى إلى قطع خط الإمدادات الرئيسي إلى المجتمعات المحلية بقضاء الضلوعية الذي يبلغ تعداد سكانه 80 ألف عراقي. وأُعيد بناء هذا الجسر في عام 2017 بتمويل من مشروع العملية الطارئة للتنمية التابع للبنك الدولي الذي يعمل في جميع أنحاء البلاد، ويُعد الطريق الوحيد الذي يربط الضلوعية بقضاء بلد.

ولعب المواطنون دوراً مهماً في جهود إعادة الإعمار، حيث أدت مشاركتهم إلى رفع مستوى الشفافية في المؤسسات العامة، مما زاد من كفاءتها وخضوعها للمساءلة. وبالعمل مع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب، عقد البنك ورش عمل في ناحية الضلوعية ترمي تحديداً إلى إشراك النساء وأصحاب المصلحة الآخرين، مثل الشباب، في إعادة بناء الروابط والصلات داخل المجتمعات المحلية وفيما بينها.

وأصبحت جلسات استقاء الآراء المجتمعية هذه مثالاً غير رسمي ينطلق من "أسفل إلى أعلى" على مشاركة المواطنين لتدعيم المساءلة في تقديم الخدمات، ومعالجة المشكلات المحتملة في وقت مبكر، وتقليل المخاطر الناشئة. وكان من المُفترض أن يكون التفاعل ثنائي الاتجاه بين المواطنين والحكومة أو القطاع الخاص أداة أساسية لضمان تحقيق تعافٍ يشمل الجميع بثماره. غير أن أوضاع الصراع في العراق جعلت من الصعب إشراك المواطنين على نحو ملائم، على الرغم من وجود إستراتيجية منذ البداية. ورغم استتباب الأمن إلى حد ما حالياً في العراق، فقد تبين صعوبة إشراك المواطنين عندما كانت هناك مخاوف أمنية. وجعلت فترات الانتظار الطويلة عند نقاط التفتيش الوصول إلى المجتمعات المحلية المستفيدة مهمة شاقة، في حين كان هناك خطر التعرض لهجمات في المناطق الجبلية في الأيام الأولى من عملية إعادة الإعمار.

رغم ذلك، فإن هذا الوضع لم يمنع بعض النساء المحليات مثل وردة صلاح من الاستفادة من الاجتماعات المجتمعية غير الرسمية في ناحية الضلوعية. كان الرجال في المدينة في بادئ الأمر لا يسمحون لزوجاتهم بالمشاركة في اجتماعات اتخاذ القرار، لكن سرعان ما نجح الحوار في بناء الثقة بعد ساعات من انطلاقه وبدأت النساء في الحضور. وبعد شهر واحد من بدء هذه الاجتماعات المجتمعية في الضلوعية، نظمت النساء سوقاً مفتوحةً خاصةً بهن، وأعربن عن سعادتهن عن أنهن بات لهن صوت مسموع في مجتمعاتهن.

تقول وردة إن إشراك النساء في عملية اتخاذ القرار في مجتمعاتهن ربط مجموعتهن بالنساء الأخريات في المجتمعات المجاورة. وتقوم وردة حالياً بتعليم نساء من بلدتها وغيرهن عن أعمال النسيج والزخرفة والزركشة والخياطة، في مسعى منها لتنشيط الصناعات اليدوية والحرفية التي كانت منتشرة قبل الصراع.

عن ذلك، قال قائمقام الضلوعية "إن الغرض من تدريب هؤلاء النسوة هو مساعدتهن على دعم أسرهن وتزويدهن بالخبرة، وتحسين ظروفهن، وشغل أوقاتهن بأمور مفيدة لصالحهن.

كانت النساء مثل وردة، اللاتي تقطعت بهن السبل في السابق في مجتمعات منفصلة عن بعضها بعضاً بحاجة إلى التوجيه، لكنهن يشاركن الآن في اتخاذ القرار والاجتماعات التشاورية، مما أسهم في إعالة أنفسهن اقتصادياً. وعلى الرغم من أنهن لم يتمكن في السابق من حضور جلسات استقاء الآراء، فقد تم تدريبهن وتمكينهن في غضون بضعة أشهر من إنشاء سوق أخرى في العاصمة بغداد على بُعد 200 كيلومتر.

ووافقتها الرأي أمينة حسام، وهي معلمة محلية أخرى للحرف اليدوية: "بعد أن حصلنا على التدريب، نسعى إلى نقل أفكارنا إلى غيرنا". وفي ذكرى اليوم الدولي للمرأة من كل عام، تقوم هؤلاء النسوة بتنظيم سوق خاصة، ويقولن إنهن ممتنات لهذه التجربة الثرية.

وفي مثال آخر، شاركت مجموعة من الشابات العراقيات في حملة تشجير مجتمعية في مارس/آذار لمدينتي السعدية وجلولاء في محافظة ديالى الشرقية. وتركز هذا المشروع على بناء الروح المعنوية وإحياء ثقافة العمل التطوعي والمشاركة في الشؤون المجتمعية فيما بين الشابات والشبان العراقيين.

تقول آية إبراهيم، وهي متطوعة ساعدت في إعادة تشجير منطقة السعدية: "أحث النساء على أن يحدثن أثراً إيجابياً في المجتمع وأن يشاركن في البرامج التطوعية، حتى وإن كان ذلك بشيء بسيط كما فعلنا اليوم".

تقول صفية سالم، وهي متطوعة، إن دور المرأة يمكن أن يكون "أكثر تأثيراً في المجتمع"، مضيفةً أنها ستحكي لأطفالها عن "التأثير" الذي حققته.

بيد أنه كان هناك الكثير من الشكوك في العراق حول فائدة الفعاليات المجتمعية، مما أثر على قدرة البنك الدولي على تنفيذ المشروع بفعالية وتعزيز بناء قدرات المجتمعات المحلية. ونتيجة لهذه الشكوك والطبيعة الهشة لبيئة المشروع، لم تُنظم الحملة بناءً على القواعد الرسمية لمشاركة المواطنين. فعلى سبيل المثال، خطط الفريق لإقامة خط ساخن للمواطنين يتيح للسكان التقدم بالشكوى أو تقديم اقتراحات أو طرح الأسئلة، لكن ذلك سرعان ما تعطل نظراً لعدم سداد فواتير الخط.

عند التفكّر في هذه التجربة، يتضح أن الإجراءات المنفذة اتسمت بالطابع غير الرسمي، كما أن الحوار انطلق من "أسفل إلى أعلى". لكن إشراك مواطنات مثل وردة وآية وأمينة أثبت فعاليته في تشجيعهن على دخول السوق، وهي خطوة إيجابية في جهود الحد من الفقر في هذه المنطقة المتأثرة بالصراع.

وتركزت جهود المساندة المقدمة للحكومة العراقية على تحقيق نتائج ملموسة حتى لهذه المشاركة غير الرسمية للمواطنين، وأقامت علاقة عميقة مع المستفيدين والمستفيدات. وكانت مشاركة النساء في إعادة إعمار مناطق العراق التي احتلها تنظيم داعش في السابق نتيجة ثانوية إيجابية ملموسة للمشاركة غير الرسمية للمواطنين في المنطقة وتسهم في تمكينهن اقتصاديا.



Api
Api