هناك نحو 3.5 مليار شخص يعدمون سبل الحصول على خدمات الصرف الصحي التي تُدار بطريقة مأمونة. ويمارس حوالي 8% من سكان العالم التغوط في العراء. ورغم ما تحقق من مكاسب باهرة خلال العقود الماضية - أصبح بإمكان أكثر من 2.1 مليار شخص الوصول إلى مراحيض مُحسنة بين عامي 1990 و2000 - فإن الصرف الصحي هو واحد من أكثر الأهداف الإنمائية للألفية بعدا عن التحقيق على مستوى العالم. واليوم، مازال هناك 1.7 مليار شخص محرومين من خدمات الصرف الصحي الأساسية. ومن بين هؤلاء، يتشارك 580 مليون شخص مرافق صرف صحي محسنة مع آخرين، ولذلك تعتبر هذه الخدمات "محدودة"، واستخدم 616 مليون شخص مرافق "غير محسنة". وتكشف البيانات عن تفاوتات واضحة، حيث يعيش ثلثا الأشخاص الذين لا يزالون يفتقرون حتى إلى الخدمات الأساسية في المناطق الريفية. وكان نحو نصفهم يعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء. وقد فشل العالم في تحقيق هذا المقصد من الأهداف الإنمائية للألفية والمتعلق بالصرف الصحي لنحو 700 مليون شخص.
بالإضافة إلى التحديات التي تواجه توفير المرافق الصحية الملائمة للملايين من الأسر الريفية، يستمر العالم في الزحف نحو المدن، وسوف تتحمل المدن والبلدات الصغيرة بشكل متزايد عبء سوء المرافق الصحية - حيث يقدر أن 57% من سكان المدن يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى المراحيض التي توفر خدمات كاملة لمرافق الصرف الصحي، وأن 16 % من سكان المدن يفتقرون إلى الوصول إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، وما يقرب من 100 مليون من سكان المدن يتغوطون في العراء.
فوائد معالجة تحديات الصرف الصحي متعددة. إذ يؤدي الصرف الصحي المحسن إلى خفض عبء المرض، وتحسين التغذية، والحد من التقزم، وتحسين نوعية الحياة، وزيادة حضور الفتيات في المدارس، وزيادة المستوى الصحي لبيئة المعيشة، وتحسين الإشراف البيئي، وزيادة فرص العمل والأجور، وتحسين القدرة التنافسية للمدن، وتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية عامة.
ويظهر تحليل حديث أن إنهاء التغوط في العراء يمكن أن ينقذ حياة الأطفال عن طريق الحد من انتقال المرض والتقزم ونقص التغذية، وهي أمور مهمة للتنمية المعرفية في مرحلة الطفولة والإنتاجية الاقتصادية مستقبلا. وبدون مرافق الصرف الصحي الملائمة، من المرجح أن تتسرب الفتيات من المدرسة أو تكون عرضة للهجمات بينما تبحث عن الخصوصية.
كما أن الافتقار إلى خدمات الصرف الصحي يعيق النمو الاقتصادي. ويكلف سوء الصرف الصحي المليارات في بعض البلدان، بما يعادل 6.3 % من الناتج المحلي الإجمالي في بنغلاديش (2007)، و6.4 % من الناتج المحلي الإجمالي في الهند (2006)، و7.2 % من الناتج المحلي الإجمالي في كمبوديا (2005)، و2.4% من الناتج المحلي الإجمالي في النيجر (2012)، و3.9% من الناتج المحلي الإجمالي في باكستان (2006) سنويا. وترجع الخسائر الاقتصادية بشكل رئيسي إلى الوفيات المبكرة، وتكلفة علاج الرعاية الصحية، والوقت الضائع، والعلاج من أجل الحصول على الإنتاجية، والوقت الضائع والإنتاجية في الوصول إلى مرافق الصرف الصحي. ويؤثر التلوث الناتج عن التخلص غير السليم ومعالجة مياه الصرف وحمأة الغائط المحلية على كل من الموارد المائية والنظم الإيكولوجية. وفي الوقت نفسه، يمكن أن توفر حمأة الغائط والمياه العادمة موارد قيّمة (الماء والمغذيات ومُحسّنات التربة وقوالب الطوب والطاقة) والفرص الاقتصادية، خاصة في المدن وفي البيئات النادرة المياه.
تاريخ آخر تحديث: 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023