بيان صحفي

البنك الدولي يقول: "القيود تستمرّ في تقويض قابلية الاقتصاد الفلسطيني للحياة"

09/16/2010




ويوافق على منح 40 مليون دولار لدعم عملية الإصلاح وبناء المؤسسات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية

واشنطن، 16 أيلول / سبتمبر 2010 – من المحتمل أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة نسبة 8% هذا العام، لكنّ الفضل في ذلك يعود، إلى حدٍّ كبير، إلى المساعدات المالية الخارجية، في الوقت الذي تستمر فيه القيود المفروضة على حركة وتنقل الشعب الفلسطيني والبضاعة في إعاقة استثمار القطاع الخاص الفلسطيني الذي يحظى بأهميةٍ بالغةٍ، والذي تقتضي الحاجةُ وجودَه لكي يتولّى قيادة وتحريك النمو المستدام.
لقد وافق مجلس إدارة البنك الدولي اليوم على منحة إضافية مقدارها 40 مليون دولار أمريكي لدعم موازنة السلطة الفلسطينية. وقد أصدرت هذه المؤسسة التنموية (أي "البنك الدولي") تحذيراً صارخاً بشأن استدامة النمو في الضفة الغربية وقطاع غزة، في تقريرها

ويُشدّد التقرير، الذي صدر قبل اجتماع لجنة الارتباط الخاصة المقرّر عقده في 21 أيلول / سبتمبر في نيويورك، على الحاجة إلى وجود مؤسسات قوية ونموّ يقوده القطاع الخاص لدعم ومساندة أية دولة فلسطينية تُقام في المستقبل. ويُثني التقرير أيضاً على الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية في عملية بناء المؤسسات وتقديم وإيصال الخدمات العامة إلى المواطنين الفلسطينيين. غَيْرَ أن التقرير يقول بأنّ النمو الاقتصادي المستدام، الذي تحتاج إليه السلطة الفلسطينية لكي تتمكن من تقليص الاعتماد على المانحين، مفقود بكل ما في الكلمة من معنىً.

وتقول شمشاد أختار، نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "إننا نُثني على جهود السلطة الفلسطينية لما تحقّق من نتائج في الآونة الأخير بمقتضى أجندتها الإصلاحية. وتشتمل هذه النتائج على ما يلي: ارتفاع مستوى كفاءة نظام شبكة الأمان الاجتماعي الذي يُعتبر الآن واحداً من أكثر الأنظمة تقدّماً في المنطقة، وتحسّن مستوى وضع المالية العامة للسلطة من خلال ارتفاع مستوى الإيرادات التي يتم جمعها، وتحقيق انخفاض في مستوى النفقات المتكررة في الموازنة، وتحسّن الوضع الأمني في الضفة الغربية".

استمرّ اقتصادُ الضفة الغربية وقطاع غزة في النمو في النصف الأول من عام 2010، ومن المُحتمل أن يبلغ هذا النمو نسبة 8 في المئة لهذا العام. ولكنّ المساعدات المالية الخارجية هي المُحرّك الرئيس لهذا النمو. ولا بُدّ للاستثمار الخاص، وبخاصة في القطاعات الإنتاجية، من أن يزداد زيادةً كبيرةً. ويُعزى عدم تحسّن هذا الاستثمار إلى استمرار القيود المُهمّة التي تفرضها حكومة إسرائيل على أرض الواقع: (أ) فالصادرات من قطاع غزة ما تزال محظورةً. (ب) وإمكانية الوصول إلى أغلبية أراضي ومياه المنطقة (ج) من الضفة الغربية مُقلّصةً إلى حدٍّ كبير. (ج) والقدسُ الشرقيةٌ – وهي سوق مُرْبحة – بعيدةٌ عن متناول الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. (د) وقُدرةُ المستثمرين على الدّخول إلى إسرائيل والضفة الغربية أمرٌ لا يُمكنُ التّنبؤّ به. (ه) والكثيرٌ من المواد الخام، البالغة الأهمية للقطاعات الإنتاجية، تُصنّفها حكومة إسرائيل بأنها مواد "ثنائية الاستعمال" (للأغراض المدنية والعسكرية)، واستيرادُها يستلزم اجتياز إجراءات مُعقَّدة، الأمر الذي يُحدثُ تأخيراتٍ في الإنتاج، ويؤدي إلى زيادة كبيرة في التكاليف.

وقالت مريم شيرمن، المديرة والممثلة المقيمة للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة: "يُمكن للإجراءات أنْ تُذَلِّلَ، بل يجب أن تُتَّخذَ الإجراءات لكي تُذَلِّلَ العقبات المتبقية أمام تنمية القطاع الخاص الفلسطيني وتطويره. ويُبْرِزُ التّحليلُ الذي أجريناه في هذا السياق مجالاتٍ مهمّة تُعيق تنمية القطاع الخاص، ويحدونا الأمل بأن يوفّر ذلك بعض الزّخَم للتصدي لهذه القضايا، التي تنطوي على التّحدّي – ولكن من الممكن التّغلّب عليها. ومن دون ذلك كله، فإنّ النمو الاقتصادي لن يكون نموّاً مستداماً، وسوف تبقى السلطة الفلسطينية معتمدة على المانحين، وسوف تكون مؤسساتها، بالغةٌ ما بلغت قوّتُها، غير قادرة على دعم دولة قابلة للحياة."

سوف تعمل منحة الأربعين مليون دولار أمريكي، التي وافق مجلس إدارة البنك الدولي اليوم على منحها، على رفع قيمة الدعم الذي قدّمه البنك الدولي لموازنة السلطة الفلسطينية إلى مبلغ 120 مليون دولار أمريكي، وذلك ضمن إطار دعم خطة الإصلاح والتنمية الفلسطينية، التي تُركِّز على بناء اللَّبنات الأساسية لدولة فلسطين في المستقبل.

ويقول جون ناصر، رئيس الخبراء الاقتصاديين بمكتب البنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة، "هذه المنحة الجديدة سوف تدعم، على وجه التحديد، مجالاتٍ ذات أهميةٍ بالغةٍ في توفير بيئة مالية مستقرة. وهذا يشمل وضع المالية العامة للحكومة الفلسطينية، وشفافيتها ومساءلتها".

وأضاف جون ناصر قائلاً بأنّ السلطة الفلسطينية تُحقّق تقدّماً مطّرداً في تنفيذ برنامجها الإصلاحي، الذي يتضمن التّحكّم في نمو جدول رواتب موظفي القطاع العام، وتقليص الإعانات التي تقدمها لتوفير الكهرباء، وتحسين إدارة الأموال العامة. إنّ البنك الدولي ملتزمٌ بدعم الأجندة الإصلاحية للسلطة الفلسطينية، ولكن النجاح الجوهري لهذه الأجندة في نهاية المطاف اعتمد على قيام السلطة الفلسطينية بتنفيذ الإصلاحات التي وعدت بتنفيذها، وقيام حكومة إسرائيل بتخفيف حدّة الإغلاقات للسماح للقطاع الخاص بالنمو، وقيام مجتمع المانحين الدولي بتقديم الدعم الكامل لبنود المصروفات المتكررة في موازنة السلطة الفلسطينية.

 

الاتصال بمسؤولي الإعلام
في في واشنطن: دَيل لوتنباخ
الهاتف : (202) 473-3405
dlautenbach@worldbank.org
في في الضفة الغربية وقطاع غزة: ماري كوسا
الهاتف : (972) 2 2366500
mkoussa@worldbank.org

بيان صحفي رقم:
2011/092/MENA

Api
Api

أهلا بك